هل تتذكر تلك الأغنية الطفولية الجميلة , التي كان يقوم بأداءها عدد من الأطفال شديدي النظافة والوسامة , " رمضان رمضان ... رمضان السنة دي غير كل عاداتي .... رمضاااااان رمضاااااان " ثم يكرر الكوبليه نفسه مرة باللغة الإنجليزية وأخرى بالفرنسية , الأغنية ليست قديمة وليست تراثا بل هي من ست أو سبع سنوات فاتوا . هناك لغة أخرى نستطيع أن نكرر بها الكوبيله , لغة النفاق والتمثيل والتشويه , يتبعها كوبليه اشمئزاز وتقزز وتقيؤ وإسهال وإمساك ! كمية التوك شو الفلولية غير طبيعية , تتربعها ستنا وتاج راسنا لميس الحديدي , تأتيك هكذا بصوتها الذي يذكرني بالحاجة بدرية التي كانت جارتنا في شبرا وصاحبة أقوى حنجرة في شارعنا وأجمد إصطباحة ردح مع جدتي على .... على .... على .... والله منا عارفة على إيه , ولكنها كانت واخدة الردح هواية " مش زي منتا فاكر " . أما بقى حركات ذراعيها التي تذكرني بطشت السمنة البلدي التي كانت تحمله أم أحمد كل يوم جمعة إلى جدتي وتتلقى مقابله مبلغا سخيا .! وأسئلتها العبقرية التي إن دلت فإنها تدل على الريادة المصطبية التي تمثلها تلك اللتاتة والعجانة ستنا وتاج راسنا لميس الحديدي . الصراحة بقى أنا لما بسمع صوتها بيجيلي تشنج عصبي . ولا أدري ما هو سر السؤال المقدس الذي تسأله لكل ضيف عشورميت مرة في الحلقة : " بضايقك القايمة السودة " , والإجابة المقدسة " أنا بحب مصر وكنت متلخبط وأنا أعترف بذلك , وكل واحد بيحب مصر بطريقته " اللي على راسه بطحة !!! أما حبيب قلبي طوني خليفة ( أيموشن مَحمّر ) فهو عاوزله قبلة فكرية ( بريئة ) عن كل حلقة , وأكثر ما يعجبني غير أنه يبين قذارة وحقارة هؤلاء القوم , فإن هناك حقارة وقذارة أخرى خلف الكواليس , تلك المبالغ الطائلة التي يعطيها لهم على الجزمة , ثم يخرجون صباحا إلى وسائل الإعلام " توني وحس وبيسوه سكل مصر " , مع الأخذ في الاعتبار أن ليس كل ضيوفه تعلوهم الوساخة . والصدمة الكبرى عندما تأتي الفنانة السورية رغدة المناضلة التي كانت تقف مع أي مقاومة وفي وجه أي عدو , تؤيد الأسد والقذافي !! وتقول الجيش بيحمي الحدود !! حمرا أوي يا رغدة وكبيرة أوي , إنتي أخرك تتباسي في فيلم من أفلام إيناس الدغيدي . وبعدين يجي سي عادل إمام يقولك " الإشاعات تطارد رموز مصر " ردا على ما قيل من أنه أصيب في حادث سيارة , رموز مصر ! , والله لما يكون عادل إمام رمز من رموز مصر يبقى مصر دي طلعت فتاة عاهرة !! اليوم لأول مرة أعرف أن في سيناء قوات حفظ سلام دولية !! أصبت بصاعقة ثقافية وتاريخية ووطنية وسياسية !! لا أدري كم من الأشخاص يشاركوني في هذا الجهل , ولكني أتمنى بشدة أن تكون حالة جهل فردية . 1600 جندي من قوات حفظ السلام الدولية قابعون في سيناء منذ معاهدة كامب ديفيد , ونحن نحارب إعلاميا ومعنويا وشعبيا جماعات سلفية وبدوية وأشخاص من حماس نطالبها بتسليمهم لمصر , ونعتبر هؤلاء جميعا خطرا على مصر وعلى سيناء , ولا نعتبر أن 1600 جندي أجنبي إحتلالا لسيناء؟؟؟!!!! الشيء الوحيد الذي يخفف عني حالات القيء والاشمئزاز التي أعاني منها في رمضان من الإعلام المرئي والمقروء والإلكتروني , الإعلانات الإنسانية الدافئة التي أتحفتنا بها العديد من الشركات التجارية , مثل كوكا كولا إتصالات دايم بيبسي , وغيره , ويعلو منسوب الدفء الإنساني لما القطن بيتكلم مصري ! يعني تحس كده إن الملابس الداخلية بقت هي كمان وطنية وبتتكلم مصري !! يعني منتهى الدفء . على رأي المثل " حتى الطبيعة تتمصر ", بكرة نلاقيهم جايين يقولو لنا " الحمّام بيتكلم مصري " ! . أما ما يزيد الإمساك عندي : " استرجل " , تلاقي ياعيني مصر كلها عاوزة تسترجل , وكلهم باقوا حسام , وكلهم عاوزين يربوا الشنب ,ويقولوا " هووووووووب " ! مع إحترامي الشديد لأي شخص يستظرف ال " هوب ",لأننا لو كل رجالتنا " هوب " , يبقى الرجولة مش سهلة فعلا !! المشكلة أن تلك الحالات الاشمئزازية تنتابني بشكل مكثف في رمضان , لدرجة أنني أشك أن ينتهي رمضان وقد قبل الله مني صيامي وقيامي