انتقد اليوم ضابط كبير في الشرطة البريطانية علنا الزعماء السياسيين على خلفية أحداث هذا الاسبوع من ارتفاع عدد القتلى في أربع ليال من أعمال الشغب، وجاء هذا الانتقاد من محاولة ايجاد أخطاء في تعامل الشرطةمع الاضطرابات التي شهدتها البلاد والتي اضطرت رئيس الوزراء دايفيد كاميرون على الرجوع مبكرا من عطلته . حيث أعلن كاميرون في جلسة طارئة للبرلمان عقدها أمس لوضع تدابير للحد من العنف ،أن منهج الشرطة في احتواء العنف لم يكن ملائماً منذ يوم السبت الذي بدأت فيه أعمال الشغب في توتنهام شمال لندن يوم السبت. وكانت تيريزا ماي - الوزيرة المسئولة عن الشرطة - قررت إلغاء كل أجازات رجال الشرطة لكي تكون كل شوارع لندن بها ضباط ....هذا القرار الذي نتج عنه هدوء نسبي في مختلف أنحاء البلاد يوم الجمعة.. وبدأت الاضطرابات والعنف في لندن وامتدت الى مدن كبرى كمانشيستر في الشمال الغربي وبرمنغهام في وسط البلاد الانجليزية . وقال كاميرون في بداية أعمال الشغب هذا الاسبوع ان أعداد الشرطة كانت قليلة ولا تكفي لنشرها في الشوارع ، وان الطريقة التي استخدموها كانت غير ناجحة. وكرد رفيع المستوى على السياسيين ذكر السير هيوخ اوردي رئيس اتحاد كبار ضباط الشرطة أن قوات الشرطة سرعان ما تعلموا مما حدث ولكن أسوأ رد فعل هو رفض السياسيون تعزيز أعداد الشرطة لمساعدتها في مجابهة العنف . وقد نقلت تقارير إخبارية بريطانية قول السير هيوخ أن وزيرة الشرطة ليس لديها أي سلطة على الإطلاق لإلغاء أجازات الشرطة وذكر أيضا أن قرار عودة السياسيين بما فيهم كاميرون وتيريزا ماي -وزيرة المسئولة عن الشرطة- لتولي المسئولية كان عديم الفائدة لأن ضباط الشرطة ذوخبرة في التعامل مع أحداث الشغب قد وضعوا بالفعل رد فعلا قويا قبل أن يكون للسياسيين أي فضل . هذا التصريح أحدث شرخ جديد في العلاقة التي غالبا ما تكون مشحونة بين السياسيين وبعض قواد رجال الشرطة ،ويرى المحللون البريطانيون أن السير هيوخ ضابط رفيع المستوى لا يزال بارزا من أيام توليه منصب قائدالشرطة في ايرلندا الشمالية ، باعتباره المرشح الاوفر حظا ليحل محل السير بولستيفنسون - الرئيس السابق لشرطة سكوتلاند يارد- الذي استقال كمعظم ضابط شرطة بريطانيا في يوليو بعد فضيحة حول قرصنة الهاتف... فتصريحات هيوخ تعزز شعبيته بين ضباط الشرطة ، ولكن من ناحية أخرى قد تقلل فرصته إذا الساسة مثل تريزا مي -الوزيرة المسئولة عن الشرطة- قد تشعر انه سيكون من الصعب التعامل معه . وثار الجدل حينما ذكرت الشرطة أن رجلاً تمت مهاجمته من قبل مثيري الشغب أثناء محاولته إخماد حريق في لندن مساء الاثنين، قد توفي في المستشفى ليرتفع بذلك عدد القتلى في الاضطرابات إلى خمسة قتلى حيث أعلنت الشرطة أن ريتشارد ماننينج باوزالبالغ من العمر68عاما توفي مساء اليوم الخميس. وتم اعتقال رجل عمره 22 عاما يوم الجمعة للاشتباه فيه. والجدير بالذكر أن قبل هذه الحادثة ، قُتل ثلاثة رجال بعد ان دهستهم سيارة في برمنغهام، حيث تجمعوا لحماية الشركات من اللصوص، وتم إطلاق النار على رجل رابع أثناء أعمال الشغب في كرويدون جنوبلندن. على الرغم من أعمال العنف الكبيرة في بريطانيا إلا أنه يبدوأنها تراجعت في الوقت الحاضر على الأقل ، فقد قامت قوات الشرطة في مختلف أنحاء البلاد باعتقال المئات من المشتبه بهم طبقا لكاميرا ت الأمن وايضا طبقا للقطات أعمال الشغب تم نشرها على الانترنت. وقالت قوات الشرطة أنها اعتقلت أكثر من 1800 شخص في لندن وبرمنغهام ومانشستر وليفربول ونوتنغهام،و يعمل الآن قضاة المحاكم الخاصة طوال الليل وذلك لسماع البلاغات والقضاياتحت ضغط من الشرطة والسياسيين لانزال عقوبات قاسية عل من أجرم.