سارع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلي إجراء "محادثات أزمة" أمس، بعد أن قطع عطلة في إيطاليا لاحتواء الموقف الناجم عن اندلاع أعمال شغب في العاصمة لندن وامتدادها بشكل فاجأ السلطات إلي ثلاث مدن أخري. وقال كاميرون انه سيدعو البرلمان لقطع فترة عطلته الصيفية والانعقاد غدا لمدة يوم واحد حتي يمكنه اصدار بيان حول أعمال الشغب التي شهدتها لندن علي مدي ثلاث ليال متعاقبة. وأضاف كاميرون للصحفيين "هذا عمل اجرامي صرف... يجب ألا يساور الناس أدني شك في أننا سنفعل كل ما هو لازم لاعادة النظام الي شوارع بريطانيا". وأعلن كاميرون رفع عدد قوات الشرطة في لندن من 6 آلاف إلي 16 ألف فرد. من جانبه، قال قائد شرطة لندن إنه ليس هناك خطط لاستدعاء قوات الجيش لمواجهة أعمال العنف. واندلعت شرارة أعمال الشغب السبت الماضي في حي توتنهام بشمال لندن في أعقاب مظاهرة سلمية احتجاجا علي مقتل شخص علي يد الشرطة. وامتدت أعمال العنف - وهي الاسوأ في بريطانيا منذ نحو عقدين- الي أحياء في أنحاء لندن كما اندلعت أعمال سلب ونهب وإشعال حرائق مماثلة في بريستول في الجنوب الغربي وبرمنجهام في الوسط وميناء ليفربول في الشمال الغربي. وأعلنت هيئة الإذاعة البريطانية وفاة شاب أصيب بالرصاص وهو داخل سيارته في جنوبلندن ليصبح أول قتيل في أحداث الشغب. وقالت الشرطة انها ألقت القبض علي 525 شخصا في لندن ونحو 100 في برمنجهام. وقال شهود لرويترز إنهم رأوا في وقت متاخر من يوم أمس الأول سيارات مكدسة ببضائع منهوبة تسير بأقصي سرعة في شوارع لندن، وتحدثوا أيضا عن حالات سرقة محال تجارية وسيارات. وفي حي وولويتش الفقير بشرق لندن تناثرت قطع الزجاج المهشم وتحطمت واجهات المتاجر وامتلأت الشوارع بالبضائع المسروقة. وقال فريق الاطفاء في لندن انه لم يعد لديه ما يكفي من السيارات لمواجهة الحرائق التي أشعلها مثيرو الشغب. وقالت الشرطة انها استدعت 1700 فرد لمساعدتها علي مواجهة مجموعات من اللصوص تتحرك سريعا. وقالت متحدثة باسم اتحاد شركات التأمين البريطانية أمس ان ثلاث ليال من أعمال الشغب في لندن ومدن كبيرة أخري في بريطانيا ستكلف شركات التأمين "عشرات الملايين من الجنيهات". وتسببت أعمال الشغب في الغاء المباراة الودية بين منتخبي انجلترا وهولندا، والتي كانت مقررة اليوم علي ملعب ويمبلي، حسبما أعلن الاتحاد الانجليزي لكرة القدم أمس. وألقي بعض المحللين باللوم في أعمال الشغب علي تقليص الخدمات الاجتماعية نتيجة سياسة التقشف الصارمة التي تطبقها الحكومة للحد من العجز الكبير في الميزانية، بالإضافة إلي تباطؤ النمو الاقتصادي. وقال كثير من المشاركين في أعمال الشغب الذين جاءوا من المناطق التي ترتفع فيها معدلات البطالة، انهم يشعرون بالتهميش داخل مجتمعهم. ودفع شبان في هاكني -وهي منطقة ذات مزيج عرقي وواحدة من أكثر المناطق تضررا في لندن- صناديق قمامة محترقة باتجاه الشرطة . ورأي عاملون في رويترز مشاهد مماثلة في وولويتش وكلابام في الجنوب وايلينج في الغرب حيث قال أحد السكان ان نحو 150 شابا ساروا في الشارع الذي يسكن به وحطموا نوافذ السيارات. ووصف مسئولو الحكومة مثيري الشغب بالمجرمين وقالوا ان العنف لن يؤثر علي الاستعدادات لدورة الالعاب الاولمبية في لندن 2012.