"محمد محسن أحمد شاب مصري يبلغ من العمر 23 عامًا، يسكن بمحافظة أسوان بصعيد مصر، ويدرس بكلية التعليم الصناعى بجامعة سوهاج، وبرغم أعوامه القليلة، فقد نشأ محمد كشاب مكافحًا، فهو يعمل أثناء العطلة الصيفية لينفق على نفسه أثناء فترة الدراسة حتى لا يثقل على أسرته البسيطة ورغم ذلك كان محمد دائم الانشغال بأحوال بلده كان يراها تتردى على يد مبارك وأعوانه من سيء إلى أسوأ نحو هاوية مجهولة؛ فالتحق بالجمعية الوطنية للتغيير بأسوانوسوهاج منذ بداية تأسيسها في أواخر عام 2009 ولم يكن يفوّت أي فرصة للمشاركة في أنشطة و فعاليات الجمعية إلا نادرًا كان همه الأكبر نشر الوعي السياسي بين أبناء وطنه". هذه العبارات جاءت في إحدى الصفحات على الفيسبوك، عن الشهيد محمد، الذى شارك في ثورة 25 يناير منذ اليوم الأول لاندلاعها وحتى إسقاط مبارك في 11 فبراير، وأصبح عضوًا ناشطًا فى ائتلاف شباب الثورة والجبهة القومية للعدالة والديمقراطية بسوهاج، وعندما قام بعض الثوار بمسيرة سلمية إلى مقر المجلس العسكرى بالعباسية فى ذكرى ثورة 23 يوليو الماضي من أجل الضغط والمطالبة بمحاكمة قتلة الشهداء واستكمال تحقيق كافة مطالب الثورة فوجىء الجميع بحدوث اشتباكات مؤسفة بين أهالى المنطقة الذين اندس بينهم عدد من البلطجية والمأجورين نتج عنها الهجوم على المتظاهرين باعتبارهم بلطجية وعملاء. فى تلك المسيرة – كما يروى أصدقاء محمد - أصيب محمد بحجر ضخم ألقي على رأسه فأصابه بنزيف في المخ وحاول زملائه على مدى ساعتين أو أكثر إخراجه من أرض المعركة لإسعافه ، وأخيراً وبعد عناء استطاعوا الخروج من الميدان ليفاجئوا، بأن المستشفيات ترفض استقباله بحجة أنه لا يوجد سرير خالي بالمستشفى فاستمر البحث عن مستشفى تقبل استقباله على مدى أربع ساعات أو أكثر. وبعد مرور 3 ساعات ظل محمد ينزف فيها وبعناء شديد قبلت إدارة مستشفى معهد ناصر استقباله وهو في حالة خطرة وحرجة جداً يروى أصدقاء محمد بأنه كان معتصمًا بخيمة أبناء الصعيد بميدان التحرير، وأنه ترك الاعتصام صباح يوم مسيرة العباسية ليجري فحصا بالمنظار علي القولون وكان قبلها يعيش علي السوائل فقط استعدادا لهذا الفحص – رفض ان يستريح بعد الفحص واصر علي المشاركة بالمسيرة – قال لأصدقائه، حينما أفزعهم عدد البلطجية الذين كانوا بانتظارهم "هو في أحسن من دي موته". ورقد محمد أخيرا بالعناية المركزة بمستشفي معهد ناصر ليعانى من مضاعفات خطيرة نتيجة الاهمال بالمستشفي منها اصابته بنزيف نتيجة قرحة بالمعدة أصيب بها لعدم تناوله أي طعام منذ دخوله في الغيبوبة بالاضافة إلى التهاب رئوي وصديد نتيجة الإهمال الطبى. أثار خبر وفاة محمد شجون المصريين وغضبهم حيث ذكرهم ذلك بالأحداث المؤسفة التى شهدتها "موقعة العباسية" أو كما أطلق عليها البعض "موقعة الجمل الثانية" وحمل عدد كبير منهم المجلس العسكرى المسئولية مطالبين بالاعتذار. و علق الناشط والمخرج عمرو سلامة على وفاة محمد "المتهم الأول في قتل محمد محسن هو بيان 69 والمتهم الثاني هو بيان 70 " وتساءلت منار "يا ترى المواطن الشريف الصالح اللي حدف الطوبة على محمد محسن، اللي اصبح قاتل دلوقتي، مجرم ولا ضحية؟". وقد أعلن نشطاء عن تنظيم وقفة احتجاجية أمام مكتب النائب العام فى التاسعة من صباح اليوم الخميس 4 أغسطس لعمل محضر لإثبات واقعة وفاة محمد لانتقال النيابة والطب الشرعى لمعاينة جثته، بينما ستخرج جنازته من أمام مستشفى معهد ناصر عند صلاة الظهر، لتتوجه فى مسيرة إلى ميدان التحرير ثم جامع عمرو مكرم للصلاة عليه ليستقل الجثمان طائرة إلى أسوان مسقط رأسه حتى يتم دفنه هناك.