لم أتوقع أن تكون ردود الأفعال على مقالى السابق «رجل.. لا يتتعتع» والذى تعجبت فيه من وضع الرئيس المخلوع بهذا الحجم.. تساءلت عن موقف وموقع ومكمن ومصير الرجل الذى لا يتتعتع.. وبعد كم الرسائل التى وصلتنى على بريدى الإلكترونى.. فوجئت بالصديقة العزيزة الدكتورة هالة سرحان تقرأ المقال فى برنامجها «ناس.. بوك» بأداء رائع قد أعجز أنا نفسى عن القيام به.. انتشر كليب قراءتها للجزء الأخير من المقال انتشارا مهولا على الشبكات الإلكترونية والاجتماعية.. ورددت ما جاء به من حديث عدة جرائد ومواقع.. طرحت نفس التساؤلات.. وتعجبت نفس العجب. ■ كل ده جميل جمال مالوش مثال.. لكن فين بقى؟؟.. فين الرد؟؟.. أستطيع أن أقول بمنتهى الفخر والتعالى والتيه والخيلاء إن ولا حد عبرنا.. زخر المقال بعدة أسئلة تتبعها عدة علامات استفهام.. البتاعة اللى عاملة زى راس الشماعة دى وتحتها نقطة.. إللى ما فيه حد شال النقطة حتى.. بل بالعكس.. إحنا اللى حايجيلنا نقطة.. ناهيك عن البتاعة المعقوفة دى.. مما جعلها تتكاثر تكاثرا ذاتيا وتزيد أعدادها إلى ما لا نهاية.. ياللا.. أهو الواحد قال اللى ف ضميره زكاة عن صحته.. كله عند الله بقي.. والنبى يا جماعة اللى يسمع أى رد من أى جهاز على محاكمة وإيداع الرئيس المخلوع السجن يقوللى ينوبه ثواب.. وحسنة قليلة تمنع بلاوى كتيرة. ■ بين التحرير وروكسى محتارة والله على رأى صباح.. مش محتارة أشجع مين وأعادى مين.. محتارة من الحدة المتصاعدة بلا مبرر.. حانبتدى بقى نردح لبعض ونستقطب مشجعين.. وده تحريراوى وده روكساوى.. إلى الفريقين أقول: ما بلاش خيابة بقى.. خلاص.. كلنا فى مركب واحدة.. يا نقدف بالدراعين يا نغرق.. مش حانرجع لورا مهما حصل.. على جثثنا جميعا.. وأعتقد أن الفريقين متفقين على كده.. هو اختلاف فى آليات التنفيذ ولهجة الخطاب والاتفاق على منهج واحد.. ولا أعتقد بأى حال من الأحوال أن هناك خلافا على احترام وتبجيل القوات المسلحة المصرية العظيمة بكل من يحمل لواءها ويرتدى زيها.. ده حتى غير مقبول بالمرة. ■ أنا شخصياً أعد أى حد يلوّح بعدم الاحترام أو يشكك فى ولائها.. والله العظيم لابعتله القذافى يديله بالزنجة على نافوخه.. وإن ما اتردعش حابعتله ابنه يطلعله فى الضلمة.. ونبقى ضربنا عصفورين بحجر.. منه اترعب ومنه اتحدد نسله. ■ راس شماعة أخرى طول عمرها بتنقح عليا: ليه الناس بتنام فى الخطب والمؤتمرات واجتماعات مجالس الشعب والشورى والحاجات المشابهة؟؟.. هناك ألبومات كاملة موجودة على النت مليئة بصور لناس محترمة ومهمة وهى بتوخخخخخخ جامد جدا فى المؤتمرات.. تشوف الجدع منهم داخل كله عزيمة ونشاط والشنطة فى إيده مكتظة بالأوراق اللى حايطرحها فى المؤتمر.. ثم فجأة صور له داخل القاعة وهو ف سابع نومة.. هل السر يكمن فى إن الناس بتبقى مرصوصة كلها فى القاعة.. واللى قاعدين عالمنصة بيستفردوا بيهم وهات يا كلام وإحصاءات ومعلومات جافة؟؟.. هل نوع من الحقد مثلا على اللى قاعد عالمنصة؟؟.. هل لأن الحديث غير متبادل؟؟.. المفروض إن الواحد بيصحصح لما يكون حا يتكلم لأنه بيتحفز تحفز المؤدى. ■ حضرت هذا الأسبوع مؤتمرا من هؤلاء.. مليان ناس مهمة موت.. والمفروض إن الموضوع المطروح راخر هام ومشوق.. الناس دخلت القاعة واترصت فى أماكنها استعدادا لسماع الخطباء المفوهين اللى عالمنصة وأنا كنت واحدة منهم.. وكان أول المتحدثين نجم أجنبى عالمى جامد التنين.. ألقى بالتحية الأمورة واستخدم عيونه وحواجبه فى التأثير على القاعة من باب أنا بسحركم أهو فانتبهوا لى.. وبدأ خطبته.. تابعته بحماس شديد عشان أعرف أدخل على موضوعى من حيث انتهى.. وعلى الورق الذى أمامى بدأت أدون الملحوظات بهمة التلميذ النجيب.. عايزة أبين للناس بقى إن أنا شاطرة ومجتهدة ومهتمة.. ولكن.. بدأ الأخ فى الإطالة.. بدأ يشرح فى إسهاب موضوع مسموع قبل كده وتقليدى وحد كاتبهوله بخبرة فى علم كيف تجعل المستمع يهج.. وبينما أنا أدون فى همة ملحوظاتى على كلامه.. وجدتنى وأنا عينى على الجمهور أدون التالى.. ■ الراجل ده جايب العصاية دى مش عشان يتعكز عليها.. ده قاعد قعدة وقورة وساند دقنه عليها، قال يعنى بيتأمل الخطاب.. وهو نايم.. وكمان عشان بقه ما يقعش منه فتطلع تشخيرة تلفت الانتباه.. الست اللى كانت مبهورة قوى بجمال النجم بقالها من أول الخطاب وهى مبتسمة ابتسامة بلهاء ومسبلة عينيها فى محاولة يائسة للبصبصة.. على فكرة دى مصدرالنا الوش ابو بق وعينين مفتوحين ده وهى مش موجودة.. نايمة من بدرى.. الواد ده قال ماسك دماغه عامل مركز وهو ضايع.. دى بقى لابسة نضارة شمس فى القاعة تخبى بيها عينيها النايمة.. لكن على مين.. راسها اتقلبت لورا.. وفكها التحتانى انفصل عن وشها وفاضلله هسة ويريح على صدرها.. حد يقفل الميكروفون اللى قدام مناخير الأفندى.. بيشخر شخير خفيف لطيف منتظم مع كل نفس.. والتانى بيتململ ويتحرك وهو بيزيح الولية اللى نايمة وعمالة ترمى راسها على كتفه وخايف حد يصوره ويتفضح عاليوتيوب.. وفيه واحد غبى جدا.. مش مطلوب منه إلا إنه يزيح الميكروفون اللى قدامه شوية لأنه كل ما يفقر يدخل ف عينه.. آآآآآه.. ده بقى أعلنها صريحة.. اترمى عالديسك ونام بمنتهى الواقعية.. أما باقى المفتحين فى القاعة.. فقد اتفقوا جميعا على مظهر واحد.. كلهم محولّين. ■ أكيد طبيعة المؤتمرات دى لازم تتغير.. لأن النوم شىء ملازم لها ملازمة الزلومة للفيل.. دانا من كتر النوم المعدى اللى كان فى القاعة.. كنت حنام وأنا بقول كلمتى.. لكن ربنا ستار حليم.. قلت الكلمة بسرعة جدا.. عشان أعرف أنام فى اللى بعدها[email protected]