استمرارا لمسلسل حرقة الدم: القذافى يقاتل من اجل شرف ليبيا

طرابلس وكالات الأنباء
طر حالة من التأرجح والجمود على الأوضاع الليبية، التى تشهد تكرارا لتأكيدات الزعيم الليبى معمر القذافى على بقائه فى الحكم، وحلف شمال الأطلنطى ال«ناتو»، يقابلها تأكيدات أخرى من قبل دول، خاصة فرنسا والولايات المتحدة بأن أيام الزعيم الليبى معدودة وهزيمته وشيكة، وإن كانت تلجأ إلى استمالته للتنحى مقابل البقاء فى بلاده أو توفير ملاذ آمن له.
ففى أقل من أسبوع، وجه القذافى عدة خطابات صوتية للتأكيد على بقائه فى السلطة، كان أخرها، تصريحاته فى كلمة صوتية بثها التليفزيون الليبى، أمس الأول، بأنه سيقاتل حتى آخر قطرة دم للدفاع عن شرف الليبيين ونفطهم وثرواتهم، وسط إصرار على مواصلة القتال والتهديد مجددا باستعادة المناطق المحررة من الثوار.
وأضاف القذافى أنه هو وملايين الليبيين الذين يقفون معه سيحاربون حتى آخر قطرة من دمائهم، مجددا الدعوة إلى «الزحف» على المناطق المحررة فى الشرق والغرب بما فيها بنغازى ومصراتة، حتى وإن كان ذلك بلا سلاح لتحريرها ممن وصفهم بالخونة والمرتزقة، فى إشارة إلى الثوار.
يأتى هذا الخطاب، فى أعقاب الكشف عن محادثات سرية بين النظام الليبى والولايات المتحدة قبل أيام فى تونس، لإقناعه بالرحيل وسط ترحيب من المجلس الوطنى الليبى، خاصة أنه تلقى تطمينات أمريكية، مفادها أن اللقاء ليس للتفاوض مع القذافى نيابة عن المجلس الانتقالى إنما بهدف نقل رسالة تحذير أخيرة له للرحيل مع أسرته كحل وحيد للوضع الراهن فى ليبيا.
فى المقابل، قال وزير الخارجية الفرنسى، ألان جوبيه، أمس إن الزعيم الليبى معمر القذافى يمكنه أن يبقى فى ليبيا إذا تخلى عن السلطة، وأضاف أن أحد السينايورهات لحل الأزمة الليبية يتمثل فى بقاء القذافى فى ليبيا بشرط أن يتنحى بشكل واضح عن الحياة السياسية الليبية.
من جهتها، وعدت واشنطن بتوفير ملاذ آمن للقذافى إذا وافق على التنحى، وفقا لما ذكرته تقارير صحفية أفادت بأن مدير مكتب القذافى، بشير صالح، أجرى اجتماعاً سريا فى جزيرة جربة التونسية مع مسؤولين من إدارة الرئيس الأمريكى بارك أوباما.
ونقلت صحيفة «الشرق الأوسط» عن مسؤول ليبى على صلة بالاجتماع قوله: إن الوفد الأمريكى أكد لمبعوث القذافى أنه لا توجد أى مشكلة فى مساعدته على إيجاد ملاذ آمن إذا وافق على التنحى والتنازل عن السلطة، مشيرا إلى أن الوفد الأمريكى أبدى استعدادا واضحا للمضى قدما فى البحث عن مكان أو بلد يقبل استضافة القذافى مع توفير الضمانات الأمنية له، بما فى ذلك عدم ملاحقته قانونيا أو دوليا.
وترى الولايات المتحدة أن نظام القذافى على وشك الهزيمة أمام المعارضة، بينما يؤكد الزعيم الليبى انه لن يستسلم، حيث أعلن البيت الأبيض، أمس الأول، أن «كل المؤشرات» تدل على أن القذافى على وشك فقدان سيطرته على بلده وأنه يواجه أزمة إمداد.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تسود فيه حالة من الكر والفر بين الثوار وقوات القذافى، حيث تقول المعارضة إن مقاتليها يطوقون مدينة البريقة النفطية الساحلية، وإن قوات الزعيم الليبى تغادرها بعد أن نفدت مؤنها، وأنها دخلت البريقة بعدما تردد أنباء عن انسحاب معظم القوات الموالية للقذافى منها، فيما يؤكد النظام أنه لايزال يسيطر عليها.