دائما ما تلهث الولاياتالمتحدةالأمريكية خلف استقطاب حلفاء لها لكي يدعموها في تمرير القرارات الدولية المشبوهة أو استصدار توصيات من الأممالمتحدة أو مجلس الأمن ضد أي دولة ترى أنها معادية لسياستها أو لا تسير في ركبها أو تعارض السياسة الإسرائيلية أو حتى تحاول أن تطور من نفسها لتلحق بركب الحضارة والنهضة في العالم الحديث والمثل الإيراني خير دليل على ما يحدث فمنذ الماضي القريب استقطبت الولاياتالمتحدةالأمريكية رئيس وزراء بريطانيا السابق توني بلير ليصبح رجلها الأول الذي قدم لها الدعم المادي والمعنوي والعسكري والاقتصادي مما مكنها من احتلال أفغانستان والإطاحة بحكومة طالبان ومطاردة زعماءها أينما كانوا لتصفيتهم بادعاء أنهم من كانوا خلف هجمات 11 سبتمبر وقد انتقلت عدوى احتلال أفغانستان إلي العراق فقد اجتاحتها الجيوش الأمريكية وحلفاءها في هجمة بربرية وغير شرعية مؤيدة من توني بلير مستندا للادعاءات الكاذبة والملفقة التي دفعت بها وكالة الطاقة النووية مؤكدة أن العراق توجد به أسلحة متطورة وصواريخ بعيدة المدى وأسلحة كيميائية وجرثومية وفي الواقع يعد رئيس الوزراء البريطاني السابق أحد المشاركين في ارتكاب جرائم حرب دولية هو وجورج بوش الابن بعد أن استطاعوا خداع الرأي العام العالمي واتهامهم العراق بتصنيع أسلحة متطورة ومحرمة دوليا وقد أستطاع كلا من بلير وبوش من استقطاب العديد من الدول التي شاركت معهم في غزو كلا من أفغانستان والعراق وسيذكر التاريخ على صفحاته أن جورج بوش الأبن وتوني بلير ارتكبوا جرائم حرب في حق البشرية عندما قادوا جيوشهم لقتل أكثر من 2 مليون عراقي بدون أي مبرر أو ذنب أو جريمة وإن لم يحاكموا حتى الآن فالتاريخ سيحكم عليهم وعلى دولهم إلا أن المشهد يتكرر حاليا بعد أن تمادت والولاياتالمتحدةالأمريكية في تحرشها بدولة إيران التي تحاول أن توفر مقومات الحياة الكريمة لمواطنيها باستخدام التكنولوجيا المتقدمة لخدمة الأغراض السلمية إلا أن الدولة العبرية قد أصابتها لعنة الخوف والرعب من التطور الإيراني وأكدت أن القوة الإيرانية تشكل خطرا عليها من المنظور الأمني واشتكت ضعفها وهوانها إلي شرطي العالم الوحيد المتمثل في الولاياتالمتحدةالأمريكية التي فرضت نفوذها وجبروتها على الدول المسالمة للاستئثار بثرواتها أو الدخول معها في شراكة تجارية واقتصادية لاحتكار منتجات وأسواق هذه الدول التي أصبحت تسير في ركبها وتسبح بحمدها وقد آن الأوان لأن تقوم الولاياتالمتحدةالأمريكية بتجفيف الدموع الإسرائيلية لمواجهة التطور والمد الإيراني فاستدعت الرئيس الفرنسي ساركوزي ليتولى مهمة الادعاء بالحق المدني ضد إيران ويوجه إليها التهم والإدانات ثم التهديدات بالتدخل العسكري إن فشلت الدول الأوروبية في فرض حصار اقتصادي يجعل إيران تراجع موقفها من مواصلة برنامجها النووي الذي يقلق مضجع إسرائيل وأمريكا وأوروبا ولم يكن منتظرا من أي سياسي فرنسي أن يتبنى مثل هذه السياسات العدائية تجاه أي دولة في العالم إلا أن الواضح يؤكد أن الرئيس الفرنسي ساركوزي حل محل توني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق بتوجهاته الغير مسئولة والغير مشروعة وبذلك قد ذهب بلير وجاء ساركوزي .