تهدد سلسلة من الخلافات بين الولاياتالمتحدة وتركيا العلاقات الطيبة بين الدولتين، منذ تولى الرئيس الأمريكى باراك أوباما سدة الحكم فى عام 2008، حيث هناك أرضية مشتركة بينهما بشأن معظم التحديات فى مجال السياسة الخارجية، ومصدرها الرئيسى الشرق الأوسط المضطرب. وكتبت صحيفة "توداى زمان" التركية فى عددها الصادر اليوم الجمعة، أنه تم استدعاء السفير الأمريكى لدى تركيا فرانسيس ريكاردونى إلى مقر وزارة الخارجية فى أنقرة على خلفية انتقاداته لسجل تركيا الخاص بحرية التعبير وتصريحاته بشأن بطء نظام التقاضى فى البلاد. ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية قولها، إن السفير الأمريكى والمسئولين الأتراك بحثوا سبل تعزيز التعاون ضد التهديدات الإرهابية المتصاعدة فى أعقاب التفجير الذى تعرضت له السفارة الأمريكية فى أنقرة يوم الجمعة الماضى، وقضايا أخرى مثل الصراع الطويل فى سوريا. وأشارت نفس المصادر إلى أن أنقرة أعربت عن قلقها إزاء تصريحات السفير بشأن القضاء، وأوضحت أن مثل هذه التصريحات من دبلوماسى لا يمكن قبولها. وأضافت الصحيفة، أن المسئولين الأتراك شددوا على توقعات تركيا بألا يدلى السفير بمثل هذه التصريحات مستقبلا. وجاء استدعاء ريكاردونى للخارجية التركية، بعدما أعربت واشنطن عن قلقها إزاء تصريحات رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان، والتى اتهم فيها إسرائيل بممارسة إرهاب الدولة على خلفية قصف أهداف فى سوريا مؤخرا. وأشارت الصحيفة إلى أن علاقات تركيا بإسرائيل مصدر قلق مستمر بالنسبة لواشنطن منذ وصول التوتر إلى ذروته فى عام 2010 عقب صعود قوات إسرائيلية إلى ظهر السفينة التركية مافى مرمرة، والتى كانت فى طريقها إلى غزة، ومقتل تسعة أتراك. ويعتقد خبراء أن القضية الرئيسية بين تركيا والولاياتالمتحدة هى الخلاف فى مواقف الدولتين بشأن رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى، وهو على خلاف مع تركيا الآن، بحسب الصحيفة. وتعتقد واشنطن أن المالكى يوفر أفضل فرصة للاستقرار فى العراق فى الوقت الحالى، فى حين تشتكى تركيا من احتكار الحكومة بقيادة الشيعة السلطة على حساب الأطياف الأخرى فى البلاد. وهناك نقطة خلاف أخرى تتمثل فى قيام تركيا باستيراد النفط من إقليم كردستان العراقى من دون موافقة الحكومة العراقية. ومن جانب أخرى، لم تحقق الولاياتالمتحدة توقعات تركيا فى الأزمة السورية، حيث لم تحظ أنقرة بالدعم الأمريكى المفتوح، بحسب الصحيفة، إلا أن بعض الخبراء يعتقدون أن الخلافات بين تركيا والولاياتالمتحدة ربما لا تؤثر بالضرورة على مسار علاقات الجانبين، حيث يقول محمد ياجين وهو خبير فى العلاقات التركية - الأمريكية بهيئة الأبحاث الإستراتيجية الدولية، ومقرها أنقرة، أن الخلافات السياسية أمر طبيعى.