ذكرت صحيفة " وول ستريت جورنال " الأمريكية ان العلاقات الأمريكية التركية تواجه تحديات جديدة في ضوء التوترات التى تتزايد وتيرتها فى منطقة البحر المتوسط . وأضافت الصحيفة - فى سياق تعليق أوردته على موقعها على شبكة الانترنت – اليوم السبت ان الانتفاضات السياسية التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط تلقى بظلالها على التحالف الأمريكى -التركى فى الوقت الذى ينظر فيه الرئيس الامريكى باراك أوباما الى أنقرة باعتبارها لاعبا محوريا فى مساعدة بلاده فى التعاطى مع تلك الانتفاضات. وأشارت الصحيفة إلى عدة قضايا مهمة تمثل مصدرا للتوتر فى العلاقات بين البلدين على رأسها قضية النزاع بين كل من تركيا وقبرص، حول الاحتياطيات الكامنة للغاز فى البحر المتوسط، إذ مارست وزيرة الخارجية الأمريكية ضغوطا سرية على المسئولين فى تركيا لكى تتراجع بلادهم عن تهديدها بإرسال سفن حربية فى المياه الاقليمية حول جزيرة قبرص، محذرة من ان أى تصعيد من شأنه ان يعرض المصالح الأمريكية فى البحر المتوسط للخطر، وذلك لوجود اتفاق لتطوير حقول الغاز هناك بين قبرص وشركة نوبل الأمريكية للطاقة -التي تتخذ من هيوستن مقرا لها، وفقا لما صرح به مسئولون أمريكيون. كذلك أعرب مسئولون أمريكيون عن قلقهم إزاء التهديدات التركية بإرسال سفن عسكرية ترافق أساطيل المساعدات الانسانية الى الأراضى الفلسطينية الأمر الذى ينذر بمزيد من التصعيد على الصعيد العسكرى بين اثنين من الأقرب حلفاء للولايات المتحدة .. إسرائيل وتركيا. ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مورتن ابراموفيتز أحد سفراء الولاياتالمتحدة السابقين لدى تركيا قوله " لا أعتقد أن الأتراك عازمون على المبادرة بالعداوات، لكن لايستطيع للمرء أبدا ان يتكهن بما قد يحدث فى ظل المتغيرات الحالية ، مشددا فى الوقت ذاته على ضرورة ان تعتمد واشنطن الصراحة مع أنقرة وان تخبرها انه فى حال احتدم الخلاف بينها وبين اسرائيل فسوف تقف الولاياتالمتحدة الى جانب اسرائيل. ولفتت الصحيفة الى ان استمرار التوتر فى العلاقات بين تركيا واسرائيل يقوض المساعى الأمريكية الرامية الى تحقيق الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، فقد عملت ادارة الرئيس أوباما على تهدئة التوتر بين حليفتيها الا أن تلك المساعى باءت بالفشل بعد رفض الحكومة الاسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو تقديم اعتذار لأنقرة عن مقتل 9 مواطنين أتراك فى قافلة المساعدات التى حاولت كسر الحصار الاسرائيلى المفروض على قطاع غزة الاسبوع الماضى، مما استدعى اتخاذ انقرة قرار بقطع علاقتها العسكرية مع اسرائيل وخفض مستوى التمثيل الدبلوماسى بين البلدين والتلويح بامكانية ارسال أسطولها البحرى لحماية اساطيل المساعدات إلى قطاع غزة فى المستقبل. واختتمت الصحيفة مشيرة الى مخاوف متزايدة ازاء امكانية ان يتبوأ رئيس الوزراء التركى رجب طيب اردوغان مكانة يكون من الصعب ان يتراجع عنها بالاضافة الى مخاوف متعلقة بإمكانية الزج بواشنطن في أي صراع قد ينشب فى المنطقة.