«الفن ميدان».. الثقافة للجميع

فى تقرير مطول عرضته قناة «دويتش فيلا» الألمانية كمثال للإنجازات فى روسيا، وقف عمدة مدينة موسكو يتباهى بإقامة فعاليات فنية مجانية فى أكبر حدائق مدينته لتنتشر الثقافة والفنون بين الشعب الروسى بتمويل ودعم كاملين من الحكومة، ودون قيود أمنية أو تدخل فيما يعرض.
عقب قيام ثورة 25 يناير، وخلال اجتماع تأسيس ائتلاف الثقافة المستقلة- الذى عقد فى المركز المصرى للثقافة والفنون «مكان»، طرحت فكرة «الفن ميدان»، بهدف ترسيخ مفهوم أن الشعب له الحق فى ممارسة جميع الفنون فى الشارع بحرية دون منع من السلطات.
بعد اختيار اسم «الفن ميدان»، تحدد موعداً ثابتاً لإقامته وهو السبت الأول من كل شهر، وجاء اختيار اليوم نظرا لأن الجمعة كان معروفا بإقامة المظاهرات والمليونيات بميدان التحرير، كما جاء اختيار ميدان عابدين باعتباره الأقرب لمكان ميلاد الثورة.
بدأت أولى فعاليات «الفن ميدان» فى شهر إبريل 2011 فى ميدان عابدين وعدد من محافظات مصر منها أسيوط، والمنيا، والإسكندرية، والسويس، وبورسعيد فى نفس التوقيت.
من البداية، رفض القائمون على إقامة «الفن ميدان» التمويل من أى جهة رسمية، واعتمدوا على التبرعات، سواء من خلال الأفراد المهتمين بتشجيع الثقافة والفن أو من خلال المؤسسات الثقافية المستقلة، كما قرروا أن تكون مشاركة الفرق الفنية دون مقابل، خاصة أن المشروع مجاني، ويحرص القائمون عليه كل شهر على نشر التقرير المالى الخاص للفعالية.
يقدم «الفن ميدان» كل أنواع الفنون؛ غناء وموسيقى وفن تشكيلى من خلال مجموعة من الورش على مدار اليوم للأطفال والكبار، وعروض «مسرح الشارع» و«مسرح العرائس» وفن الحكى وإلقاء الشعر، والفنون الشعبية، والحرف المصرية الأصيلة. ويحرص المنظمون على اختيار برنامج شامل متنوع يرضى جميع الأذواق من الفنون دون الحكم عليها.
انتشر «الفن ميدان» فى عدد كبير من المحافظات، البعض منها لم تكن لديه الفرصة من قبل أن تقام به أى فعاليات ثقافية منها محافظة الوادى الجديد، ومدينة السادات، كما نجح فى إقامة الفعالية فى مركز الصفا بالجيزة ، بل وفى مستشفى العباسية والتى كانت الأولى من نوعها.