منذ أن تم إعلان خوض الدكتور سعد الكتاتنى والدكتور عصام العريان انتخابات حزب الحرية والعدالة، حتى وجد البعض تشابها بين هذه المنافسة التى يخوضانها وتلك التى خاضها الدكتور محمد مرسى والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح فى الانتخابات الرئاسية. لفظ «القوة» هو أحد أوجه التشابه بين الحالتين، حيث ظهر فى شعار كلا المنافسين سواء فى الانتخابات الرئاسية السابقة أو انتخابات الحزب الآن، ففى الوقت الذى استخدم الرئيس مرسى شعار «قوتنا فى وحدتنا» وكان شعار عبدالمنعم أبوالفتوح «مصر القوية»، نجد الكتاتنى يرفع شعار «حزب قوى يساهم فى بناء مصر» والعريان «شعب حر.. وحزب قوى.. وحكم رشيد». كما أن المناظرة التى يُنتظر أن تُجرى بين «الكتاتنى» و«العريان»، والتى شكك البعض فى إمكانية حدوثها، أعادت إلى الذاكرة ما جرى أثناء الانتخابات الرئاسية، حين اعتذر «مرسى» عن خوض مناظرة مع «أبوالفتوح». اتهام المنافسة ب«التمثيلية» هو أيضاًً أحد أوجه التشابه بين الحالتين، حيث يرى الدكتور سعيد اللاوندى، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن أعضاء جماعة الإخوان المسلمين اعتادوا خداع الشعب المصرى، لذا فقدت مصداقيتها، ويمكن القول إن ما يحدث مجرد تمثيلية للكذب على الرأى العام. نفس الاتهام تردد أثناء الانتخابات الرئاسية، حيث ذكر أن «مرسى» و«أبوالفتوح» وجهان لعملة واحدة، وأن كليهما يمثل الجماعة. وكما كان الصراع بين «مرسى» و«أبوالفتوح» فى الانتخابات الرئاسية بمثابة صراع بين التيار الإصلاحى والمحافظ، حيث كان أبوالفتوح يمثل التيار الإصلاحى فى الجماعة قبل انفصاله عنها، فى مقابل الدكتور مرسى الذى يمثل التيار المحافظ - فالأمر تكرر فى المنافسة الدائرة حالياً على رئاسة حزب الحرية والعدالة، حيث يُحسب «العريان» على التيار الإصلاحى، أو الأكثر مرونة بالجماعة، فى مواجهة التيار المحافظ بقيادة «الكتاتنى»، وهو ما علق عليه «اللاوندى» قائلا: «كفة الكتاتنى هى الأرجح، بسبب ما يحظى به من دعم من قيادات الجماعة، خاصة أن العريان لا يمثل تياراً إصلاحياً بالقدر الكافى». الدكتور وحيد عبدالمجيد، المتحدث الرسمى باسم الجمعية التأسيسية، يرى أن «أبوالفتوح» كان يقود التيار الإصلاحى داخل الجماعة، وحين تأكد من استحالة الإصلاح انفصل عنها، أما «العريان» فيصعب أن نُشبهه ب«أبوالفتوح»، إلا إذا فعل ما فعله «أبوالفتوح»، لذا نحتاج إلى وقت حتى يتضح هل المنافسة على رئاسة الحزب مجرد تمثيلية أم لا.