أعادت وثائق ويكيليكس المنشورة حديثا إلى الأذهان السورية سنوات طوال عانى فيها السوريون من رجال الأسد واستفراد البعث بالسلطة، ناهيك عن مجازر وعمليات تصفية وحشية قامت بها الحكومة السورية، وربما تؤدي هذه الوثائق إلى تأجج الوضع في سوريا خاصة مع ما تقوم به قوات الأسد تجاه المظاهرات السلمية . فقد قام موقع ويكيليكس مطلع الأسبوع الجاري بنشر وثائق تؤكد ارتكاب قوات الأمن السورية لمجزرة عنيفة بالسجن الصحراوي، على خلفية احتجاجات قام بها السجناء بعدما رفض مسئولو السجن إطلاق سراحهم، ووفقا للوثيقة فقد وعدت القوات السورية السجناء بإطلاق سراحهم بعدما استخدمتهم لتنفيذ عمليات تفجيرية ضد القوات الأمريكية بالعراق بين عامي 2003-2006 ويظهر شريط فيديو نشرته شبكة شام مؤخرا جثثا دامية وأشلاء متناثرة وإلى جانبها نسخة من القرآن فوق بركة من الدماء، و يظهر في نهاية الشريط رجلا يقوم بتصوير الجثث الملطخة بالدماء، ويرجح السوريون أن يكون هو ماهر الأسد شقيق الرئيس الحالي والذي يعتبر العقل المدبر لعمليات القمع التي ترتكب حاليا في سوريا . وبالعودة إلى الثمانينات وما قبلها، فقد ارتكبت قوات الأسد الأب مجازر بشعة بحق السوريين، ففي 10\3\1980 قامت الوحدات الخاصة التي ترأسها العميد علي حيدر بتطويق مدينة جسر الشغور وقصفها بمدافع الهاون، وقتل على إثرها 97 مواطنا . وشهد سجن تدمر في 27\6\1980 مجزرة تعد هي الأكبر من نوعها، حيث تم تصفية من بداخل السجن والذين بلغ عددهم 1100 معتقل، وقد ترددت الأنباء عن ضلوع رفعت الأسد شقيق الراحل حافظ الأسد فيها . وفي 13 يوليو1980 هاجمت السيارات العسكرية سوق شعيبة بحلب وقامت بإطلاق النار عشوائيا على المتواجدين فيه، ما أدى إلى مقتل 192 مواطنا، وفي سرمدا 25 يوليو1980 طوقت قوات الأمن المدينة وقامت بإخراج 30 من سكانها في ساحة القرية، أعدمت 15 منهم بالرصاص، فيما ربطت الآخرين بالسيارات والدبابات وسحلتهم على مرأى ومسمع سكان القرية . في 11 أغسطس 1980 والموافق أول أيام عيد الفطر، حاصرت القوات حي المشارقة بحلب وقامت بإخراج الرجال من بيوتهم، وأردت 86 قتيلا بينهم أطفال. ولا يخفى على العالم مجزرة حماة في إبريل 1980 والتي تعد أكبر مجزرة جماعية نفذتها قوات الأسد، حيث تم محاصرة المدينة من جميع الجهات وتفتيش البيوت بيتا بيتا، فضلا عن اعتقال المئات، وفي نهاية الشهر اقتحمت الدبابات مصحوبة بقوات الأمن المدينة وقاموا بممارسة أبشع أنواع التعذيب لسكانها، ما أدى إلى مقتل 335 شخصا، ألقيت جثثهم في الشوارع ولم يسمح بدفنهم إلا بعد أيام عدة . وكما يقال "هذا الشبل من ذاك الأسد" فلم تختلف ممارسات الأسد الابن عن أبيه، إذ استخدم كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة لتصفية الاحتجاجات المناوئة له، مخلفا ما لا يقل عن 2500 قتيلا، بخلاف مئات الجرحى والمعتقلين، ولم يكتف بهذا العدد من الضحايا بل تستمر قواته بالمزيد من الممارسات القمعية متجاهلة النداءات الدولية والمطالبة بوقف العنف . وذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير لها أن قوات الأمن السوري أخرجت بالقوة 18 جريحا من مستشفى البر بحمص الأربعاء الماضي، ومنعت وصول المسعفين إلى أماكن وجود المصابين بحسب شهادة أطباء، كما تم اختطاف جرحى واعتقال آخرين كانوا بداخل المستشفى، ما دفع الأهالي إلى سحب ذويهم خوفا من اعتقالهم . وقد صرحت ليا ويتسون " بأن ما تقوم به قوات الأسد عمل غير إنساني أوقانوني ويجب محاسبتهم جنائيا على ما تسببوا به".