أعلنت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن مصر بعد نجاح الدكتور محمد مرسي تتجه لاستنساخ النموذج التركى فى الفترة ما بين عامى 1980 و1990 حينما سيطر الجنرالات على مقاليد الأمور وسمحوا للنظام المدني بالحكم، ولكن مع سلطات محدودة وأصبح لهم الكلمة الفصل والعليا في كافة الامور المتعلقة بمستقبل البلاد. وقالت الصحيفة إن جنرالات مصر قرروا الاستيلاء على السلطة حتى قبل إعلان الفائز في الانتخابات الرئاسية، واضافت الى ضرورة ان يتفق الجنرالات والاخوان ليصلوا لتفاهمات حول تقاسم السلطة وراء الأبواب المغلقة، فالجيش يحتفظ حاليا بالسلطات التشريعية كاملة، وأيضا على عملية صياغة دستور جديد ودائم ، ولها القول الفصل في السياسة الخارجية والأمنية. وتابعت إن بذور هذا الترتيب بعد وقت قصير من الإطاحة بالرئيس المصري السابق حسني مبارك في فبراير 2011، عندما أمر الجنرالات في مصر بالترجمة العربية لدستور عام 1982 في تركيا، بحسب “ستيفن كوك” الخبير في منطقة الشرق الأوسط بمجلس نيويورك للعلاقات الخارجية ، فقد خولت وثيقة عسكرية في تركيا للجيش مراقبة الساحة السياسية. وأكدت الصحيفة : “ الآن بعد أن أصبح لمصر أول رئيس منتخب تبدو قوة الجنرالات آخذة في الترسخ وتتجه لاستنساخ النموذج التركي خلال العقود الماضية ، وهو الإبقاء على القوى الكاملة في يديه ، في وقت يسمح لنظام مدني بالحكم ولكن مع زخارف من الديمقراطية، ليس هذا هو النموذج الذي تتفاخر به تركيا اليوم ، ولكنه ما كان يحدث خلال الفترة ما بين 1980 و 1990 عندما كانت الامور تدار كلها من خلال الجيش. ونقلت الصحيفة عن وحيد عبد المجيد قوله :إن” المشير طنطاوي وجنرالات آخرين في المجلس العسكري الحاكم يسعون لتكرار النموذج التركي، وأضاف “الجنرالات يريدون أساسا حالة فريدة من نوعها في الدستور لتكون مستقلة عن السلطة التنفيذية، بل وأقوى من ذلك الجيش سيكون موجه لسياسة البلاد في المستقبل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. وأوضحت الصحيفة أن المؤسسة العسكرية التركية سعت خلال الفترة منذ عام 1980 و 1990 للهيمنة وحماية الطبيعة العلمانية للدولة، ورغم أن مصر لم تكن علمانية مثل تركيا ، إلا أن الجنرالات يتحركون على نحو مماثل إلى حد كبير بدافع رغبتها في منع الاخوان المسلمين من الحصول على احتكار السلطة. ولكن تغير الأمر في تركيا على مدى العقد الماضي، حيث تم الحد بشكل كبير من النفوذ السياسي للجيش ، وجاءت حكومة يقودها الإسلاميين، ونقلت الصحيفة عن “كامر قاسم” نائب رئيس المنظمة الدولية للأبحاث التركية وقوله.