خطاب مرسي يحمل مؤشرات قلق على مستقبل الإبداع

أثار تجاهل الرئيس المنتخب د. محمد مرسي في خطابه أمس للكتاب والفنانين، مخاوف البعض منهم علي أرضية التخوفات السابقة والمترسبة لديهم من قمع الإخوان والتيار الإسلامي بشكل عام لحرية إبداء الرأي والتعبير وفوق كل ذلك الإبداع، الذي يخصهم باعتبار أنه السمة الأساسية لأعمالهم.
وفيما رأي البعض أنه لا يجب التعجل في إصدار حكم متعجل علي خطاب مرسي، رأي البعض أن ذلك التجاهل يحمل مؤشرات قلق إن لم يكن من قمع الحريات والإبداع علي الأقل في الفترة المقبلة، فهو يحمل قلقاً من إهمال الفنون والثقافة، التي لن تحظي بأدني قدر من الاهتمام في عهد مرسي بحسب بعضهم.
فمن جانبه قال الفنان أشرف عبد الغفور، نقيب المهن التمثيلية: إنه لا يجوز التعجل في التعليق على خطاب الدكتور محمد مرسي، والذى لم يتضمن أي حديث مستقبلي عن وضع الفن والإبداع خلال المرحلة المقبلة مشيراً إلى أنه ضرورة أن يتحلى الجميع بالصبر، وأن نحاول تهدئة أنفسنا حتى تستقر الأوضاع في البلاد وعدم استباق الأحداث خاصة وأن هذا الخطاب هو الأول للدكتور محمد مرسي والذى يلقيه على الشعب المصري بعد فوزه بمنصب رئيس الجمهورية.
قال الكاتب إيمان يحيي إن إهمال مرسي لذكر الكتاب والمثقفين في خطابه هو مؤشر خطر ومدعاة للقلق، ويعني أن مرسي ربما يعتبر أن الثقافة والكتابة مهنة أقل من مهنة سائقي "التوك توك".
وأضاف أنه يبدو أن أمر الثقافة والإبداع ليس في ذهنه أو علي الأقل ليس في ذهن من صاغوا له الخطاب، ولكن الأيام القادمة هي ما سيبين حقيقة موقفه من الثقافة والإبداع.
ورغم أن يحيي اعتبر ذلك مؤشراً مقلقاً إلا أنه يعتقد بأن الفترة القادمة لن تشهد هجوماً علي حرية الرأي والإبداع، إذ أن الإخوان لديهم معارك أخري ليخوضوها في الوقت الحالي.
من جانبه اعتبر الناقد شعبان يوسف أن الأمر طبيعي فهو كعادة الرؤساء ليس لهم شأن أو علاقة بالأدب والثقافة والفنون وربما يكون جمال عبد الناصر هو الاستثناء الوحيد بين الرؤساء المصريين في علاقته بالثقافة، إذ كان سجله عامراً بالاحتفاء بالثقافة والإبداع وهو نفسه كتب رواية، أما السادات فكان يسمي المثقفين ب"الأراذل" لأنهم كانوا أول منتقديه، بينما لم يكن مبارك يعرف معني كلمة ثقافة، بحسب يوسف وكان لديه مستشارون يرسمون له المشهد الثقافي، مثل فاروق حسني ومصطفي الفقي.
ويري يوسف أن الأمر يتفاقم في حالة مرسي، إذ أنه لا يعرف له نشاط أو اهتمام بالثقافة والفن، وأضاف يوسف أن مساحة الثفافة والفن في برنامج حزب الحرية والعدالة الذي كان يرأسه مرسي، هزيلة للغاية، كعادة برامج الإخوان ومجلاتهم الثقافية التي كانت تصدر علي مدار العقود الماضية مثل مجلة الدعوة التي كانت تحوي محتوي ثقافياً وصفه يوسف بالتافه.
وقال يوسف إنه يعتقد أن الثقافة والفنون لن تنال أدنى قدر من الاهتمام في فترة رئاسة مرسي، وأبدي تخوفه من تهميش وزارة الثقاقة وفتح الإخوان لقنوات ومنتديات ومراكز ثقافية أخرى ينشرون أفكارهم منها.