لا يمكن أن تنطلق بطولة أوروبية علي مستوي المنتخبات أو الأندية دون أن يبرز أسم هولندا كأحد أبرز المرشحين لحصد اللقب والصعود إلي منصة التتويج علي الرغم من حصولها لقب البطولة القارية لمرة وحيدة، إلا أنها تبقي دائما في دائرة المنافسة كواحدة من كبريات الدول القوية علي الخريطة الكروية في القارة العجوز. وتعد هولندا من أوائل الدول التي انضمت الي الاتحاد الدولي، ومن كبريات الدول في عالم الساحرة المستديرة ولكنها ورغم كونها من القوي الكروية تقف دائما علي بعد خطوات من منصات التتويج وتترك مصيرها لركلات الترجيح لتطيح بها الي خارج البطولة، وهو ما يسعي أبناء فان مارفيك الي تجاوزه في النهائيات القادمة "يورو 2012 " من أجل إعادة صياغة تاريخ الكرة البرتقالية.
وتضم الكتيبة الهولندية من العناصر والوجوة ما يؤهلها الي تحقيق ما تحلم به جماهير "البلاد
وعرفت هولندا كرة القدم شأنها شأن باقي دول العالم علي يد الإنجليز في منتصف القرن التاسع عشر وبالتحديد في عام 1850، وانتشرت في شوارعها قرابة الثلاثين تأخذ طريقها الي قلوب أبناء هولندا حتي خرج بين موليير ليحقق نقله للكرة الهولندية ويؤسس نادي هارلم في عام 1876 ليصبح أول نادي في البلاد المنخفضة، انتظرت هولندا موليير مجددا لينطلق بها مرة أخري ويؤسس إتحاد كرة القدم وألعاب القوى في عام 1889.
ورغم الكرة الرائعة التي يقدمها أبناء الأراضي المنخفضة إلا أن دولاب الألقاب خاويا إلا من لقب وحيد لكأس أمم أوروبا عام 1988 بألمانيا الغربية مرة أخرى تحت قيادة رينوس ميتشيلز، الذي اختارته الفيفا كأفضل مدرب في القرن العشرين وفي وجود كوكبة من النجوم ضمت الأسطورة مارك فان باستن، ورود خولييت وفرانك ريكارد و رونالد كومان و فيم كيفت.
وعلي مدار عشرين عاما مرت بعد الإنجاز الهولندي في البطولة القارية، حاولت الطاحونة كثيرا الصعود الي منصة التتويج ولكنها كانت تصطدم دائما بعدوها الأول "ركلات الترجيح" ليحرمها من اللقب كلما كانت قاب قوسين أو أدني من التتويج فخرج من الدور نصف النهائي في عام 1992 وربع النهائي في عام 1996 علي الملاعب الإنجليزية، ثم عادت لتخرج من نصف النهائي في نسختي 2000 علي ملاعبها بعد مباراة دراماتيكية أمام ايطاليا و2004 في البرتغال، ومن ربع النهائي عام 1996، وكانت ركلات الترجيح عاملا حاسما في ايقاف مسيرة هولندا في ثلاث مناسبات من النسخ الأربع.
وتسعى الطواحنة الهولندية إلى تجاوز حظها العاثر وتحقيق البطولة الغائبة عنها منذ 24 عاما، حيث قدم مستوى رائعا فى البطولة السابقة بالنمسا وسويسرا رغم وقوعه أيضا فى أصعب مجموعات البطولة وتمكن من قهر المنتخب الإيطالى بطل العالم وقتها، وإذلال الديوك الفرنسية والفوز بسهولة على رومانيا إلا أنه خسر بغرابة أمام روسيا فى الدور ربع النهائى بعد أن قدم أداء هزيلا بعيدا عن آدائه القوى فى دور المجموعات.
ويشارك منتخب هولندا فى البطولة بقائمة لاعبين تعج بالنجوم المتألقة فى أكبر الأندية الأوربية، على رأسهم نجم الفريق البافارى أرين روبن وويسلى شنايدر شنايدر والهداف الرائع فان بيرسى وديرك كاوت وإبراهيما افيلاى وفان دير فارت، كما يمتلك مدربا واعدا نجح فى فرض نفسه فى عالم التدريب وهو بيرت فان مارك، الذى تولى مهمة تدريب الطواحين فى عام 2008 خلفا للأسطورة الهولندية ماركو فان باستن ونجح فى قيادة الفريق إلى مركز وصيف بطل العالم.
وتأهلت هولندا إلى البطولة الأوربية بسهولة شديدة بعد تحقيقها 9 انتصارات من أصل عشرة، وتستهل مشوارها بالبطولة بمواجهة الدانمارك (9 يونيو)، ثم تصطدم بالماكينة الألمانية (13 يونيو)، وتختتم مشوارها بمواجهة البرتغال (17 يونيو).