تكرار تصدير الغاز الطبيعى المصري لإسرائيل، كان هو الشغل الشاغل للأوساط السياسية والإعلامية بتل أبيب أمس، مطالبين بإعادة تصدير الغاز، خصوصا مع براءة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك من تهمة الفساد، في ما يتعلق بتوقيع الصفقة التي قامت القاهرة بإلغائها. بنيامين بن إليعازر، الوزير والبرلماني الأسبق المقرب من الرئيس السابق، قال في تصريحات لصحيفة «إنرجيا نيوز» الإخبارية العبرية «أنا سعيد لأن الأمور أصبحت على هذا النحو، كل اتصالاتي مع القاهرة في ما يتعلق باتفاقية الغاز كانت مع وزير البترول سامح فهمي، وعمر سليمان، مدير المخابرات السابق، فهما الشخصان اللذان تحدثت معهما على صفقة الغاز، مبارك لم يتحدث أبدا عن هذه الصفقة». وأكد «على ان إسرائيل الآن العمل لاستمرار ضخ الغاز المصري لها وبأي سعر، مشكلة تل أبيب ليست في نقص الغاز وإنما عدم وجود رابط يصل بين أشكلون والعريش، في إشارة إلى خط الأنابيب الذي تعرض للتفجير أكثر من مرة، مضيفا «هناك مصلحة اقتصادية مشتركة للجانبين من وراء ضخ الغاز، وعلى تل أبيب بذل كل جهودها دون الأخذ في الاعتبار نتائج الانتخابات الرئاسية من أجل إعادة الضخ، وعليها أن تجري حوارا وتتحدث مع المعسكر الإسلامى، فنحن الآن في فترة نسبح فيها في البحر الإسلامي». وقال «الأمريكيون أخطؤوا جدا عندما تركوا مبارك يسقط، مضيفا أنه رغم رغبة واشنطن في تحقيق الديمقراطية فإننا نتحدث اليوم عن عالم عربى مختلف، أكثر إسلامية، وأكثر عداء لإسرائيل وللغرب»، مضيفا أنه تحدث مع مبارك خلال الثورة وقال له «أعطيت أوامر للجيش كي يمنع الاحتجاجات، لكنى أصدرت تعليماتي بعدم فتح النيران»، ولفت بن إليعازر إلى أنه يعرف مبارك منذ أكثر من 20 عاما، إذا سألتموني من يحرك إيقاع الأحداث في مصر الآن فالإجابة ستكون الشارع». وفي تصريحات أخرى لإذاعة الجيش الإسرائيلى «جالى تساهال» قال بن إليعازر «مبارك لن يبقى على قيد الحياة فى السجن، إنه مريض بسرطان البنكرياس، وكان يعيش في العيادات الفاخرة، لن يبقى على قيد الحياة عندما يدخلونه مستشفى السجن، لقد انتهى جيل العمالقة من القيادات العربية» بينما نقل عن نمرود نوبيك رجل الأعمال المشارك في اتفاقية الغاز الملغاة، قوله أمس، إن تبرئة مبارك من الفساد تمثل فرصة لإعادة ضخ الغاز لإسرائيل، متوقعا أن تتم تبرئة الرئيس المخلوع من باقي التهم الموجهة إليه، وطالب كلًّا من تل أبيب وواشنطن بالضغط على الحكومة المصرية للتراجع عن إلغاء الاتفاقية بشكل أحادى الجانب وإعادة ضخ الغاز. وكانت مصادر بشركة مرحاف الإسرائيلية، المشاركة في اتفاقية الغاز الملغاة مع مصر، قد علقت على تبرئة مبارك من الفساد في صفقة الغاز بقولها مساء أول من أمس «ثبت أن قصة الفساد في الصفقة هى خيال شرق أوسطى وأن الاتفاقية كانت قانونية وخدمت مصالح القاهرة وتل أبيب».