فى إطار البحث عن خطاب دينى معتدل يمحو آثار الخطاب الدينى المتشدد الذى كان سائدا قبل انتفاضة المصريين ضد الحكم الإخوانى فى 30 يونيو، بدأت مجموعة من القنوات الفضائية العامة البحث عن بديل لقنوات دينية أثارت الفتن وقامت بالتحريض وبث السموم لمشاهديها باسم الدين والشريعة، والتى كانت مملوكة للتيار الإسلامى بشقيه الإخوانى والسلفى وكانت بمثابة البوق لأنصارهم تعتمد على مجموعة من الأسماء الإعلامية التى تسببت فى مشاكل عديدة كانت من أهم عوامل الانقسام داخل الشارع المصرى، وساهمت فى زيادة حدة الانقسام. وعقب بيان الفريق عبدالفتاح السيسى قبل شهر من الآن والذى أزاح فيه الرئيس السابق مرسى تلبية لمطالب الملايين التى خرجت للشارع تطلب بإسقاطه، تم غلق مجموعة كبيرة من القنوات الفضائية التى تدعى أنها دينية والتى تقوم بإثارة الفتن وتحرض متابعيها، ومن بينها الحافظ والناس والرحمة وكذلك مصر 25 التى كانت محسوبة على التيار الدينى، وبالرغم من ذلك فقد هاجم البعض الأسلوب الذى تم به غلق هذه القنوات. وتقوم حاليا عدة قنوات فضائية لها شعبية كبيرة بفتح قنوات دينية وسطية معتدلة تعتمد على خطاب دينى غير متشدد، ومن أبرز هذه القنوات دريم التى أطلقت مؤخرا قناة دريم 3 وهى قناة دينية وسطية تعتمد على مجموعة من الأسماء الدينية التى تحظى بتأييد من متابعى البرامج الدينية، ومن أبرزهم الحبيب على الجفرى الذى يقدم برنامج «مجالس البخارى»، وهى سلسلة مجالس لقراءة وشرح فى صحيح البخارى يستكمل بها الجفرى شرح كتب الصوم والتراويح وفضل ليلة القدر من الجامع الصحيح، كما ستظهر مجموعة من الشيوخ المعتدلين المنتمين للأزهر الشريف. كما قررت قناة النهار إطلاق قناة دينية وسطية تنضم إلى شبكة قنوات النهار، وبالفعل تقدمت النهار للمنطقة الإعلامية الحرة للحصول على تصاريح هذه القناة، ويقول إبراهيم حمودة، إطلاق قناة دينية يعتبر بمثابة اختبار للإدارة الجديدة للبلاد ولا أتصور أن القنوات الدينية ستوضع فى سلة واحدة. كما أعلنت شركة «النايل سات» أن قناة أخرى دينية وسطية ستنطلق الأيام المقبلة وهى قناة «الفتح» وهى متخصصة فى عرض القرآن الكريم بتلاواته المختلفة والتفاسير المصاحبة للتلاوة والتى انطلق بثها التجريبى بالفعل، ويؤكد رئيس القناة أنهم سيقدمون القناة بمختلف اللغات وسيبدأون بالتركية والإنجليزية. يأتى ذلك فى ظل أنباء تتردد عن محاولات من الأزهر الشريف لإطلاق قناته الفضائية التى كثر الحديث عنها خلال السنوات الماضية لكنها لم تظهر، حيث يرى الكثيرون أن الوقت قد حان لكى يطلق الأزهر قناته الفضائية. ويتوقع أن تساهم القنوات الدينية الفضائية الجديدة فى تعديل وتصحيح الخطاب الدينى الذى شهد تشددا كبيرا فى الفترة المقبلة، وإعادة الهيبة والوقار لمكانة الدعاة وشيوخ الإسلام والتى فقدت جزءا كبيرا منها بسبب ممارسات بعض المتشددين من التيار الدينى.