طالب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى، أكمل الدين إحسان أوغلى حكومة ميانمار بتحمل مسئوليتها تجاه القضاء على جميع أشكال التمييز العرقى، ضد المسلمين، وعدم إتاحة الفرصة للمتطرفين البوذيين من التحريض ضدهم. وكشف إحسان أوغلى - فى الكلمة التى ألقاها نيابة عنه مدير إدارة الأقليات فى المنظمة طلال داعوس أمام مؤتمر اتحاد روهينجيا أراكان (يتولى الدفاع عن حقوق الأقلية المسلمة فى إقليم روهينجيا أراكان بميانمار)، الذى بدأ أعماله اليوم فى جدة - أن أعمال العنف التى استهدفت مسلمى الروهينجيا، ثم بعد ذلك المسلمين فى المناطق الأخرى أدت إلى قتل وتشريد عشرات الآلاف من اللاجئين والنازحين وتدمير وحرق ممتلكاتهم. وشدد الأمين العام على أن مثل هذا العنف ينبغى ألا يستمر فمن مسئولية السلطات معالجة الأسباب الجذرية لهذه القضية، والحفاظ على أرواح الناس وممتلكاتهم فى ميانمار. وأوضح أن المنظمة تواصل دعم جميع المساعى والمبادرات الوطنية والإقليمية والدولية الرامية إلى إيجاد حلول سلمية ودائمة للمشكلات فى ميانمار، والمشاركة فيها، كما تدعم عودة اللاجئين واستعادتهم لحقوقهم وامتيازاتهم التى جردتهم منها السلطات. وبيّن أن اجتماع اليوم هو الاجتماع الثانى للاتحاد منذ إنشائه فى مقر الأمانة العامة فى 30 مايو 2011 ، حيث أنشئ اتحاد روهينجيا أراكان على أساس المبادئ المتفق عليها، للسعى إلى تحقيق التعايش السلمى والديمقراطية وحقوق الإنسان. وكانت الدول الأعضاء فى منظمة التعاون الإسلامى قد أيدت إنشاء الاتحاد فى القرار (4/38 ام)، الصادر عن مجلس وزراء الخارجية فى دورته الثامنة والثلاثين التى عقدت فى كازاخستان. يذكر أن اتحاد روهينجيا أراكان حقق فى العامين الماضيين تقدما كبيرا، بالنظر إلى التحديات المختلفة التى تواجهه وشح موارده ، للاضطلاع بدوره كممثل شرعى لأبناء الروهينجيا عبر العالم والدفاع عن قضيتهم وتحسين ظروفهم فى ميانمار، وفى أنحاء العالم والمساعدة على إيجاد حل دائم لمعاناتهم. جدير بالذكر، أن الأقلية المسلمة فى ميانمار (بورما سابقا) البالغ عددها نحو 7 ملايين من بين 90 مليون نسمة عدد سكان الدولة يواجهون حملة اضطهاد عرقية على أيدى الأغلبية البوذية، وخاصة فى إقليم "روهينجيا أراكان" حيث يقطن نحو مليون مسلم، وقد قتل خلال العامين الماضيين المئات منهم وتشريد نحو 150 ألفا بعد حرق منازلهم واغتصاب أراضيهم فى واحدة من أبشع حملات التطهير العرقى ضد الأقليات فى العالم. وتسعى منظمة التعاون للتدخل من أجل حل هذا الصراع العنصرى، وتوفير المتطلبات الأساسية للاجئين المسلمين الفارين من إقليم الروهينجا، ولكن رئيس وحكومة ميانمار يماطلون منذ أكثر من عام.