تشهد علاقات الصين مع الولاياتالمتحدة توتراً بسبب السماح للمتعاقد الأمريكى السابق بوكالة الأمن القومى الأمريكية ادوارد سنودن بمغادرة هونج كونج، بالإضافة إلى إشادة الصحيفة الحكومية الرئيسية فى بكين اليوم الثلاثاء "بتمزيقه قناع النفاق الذى تضعه واشنطن". وقال البيت الأبيض، إن قرار إقليم هونج كونج الصينى السماح لسنودن بالمغادرة هو "اختيار متعمد من جانب الحكومة لإطلاق سراح هارب رغم مذكرة اعتقال صحيحة وأن هذا القرار له بدون شك أثار سلبية على العلاقات الأمريكية الصينية". وقالت الطبعة الدولية لصحيفة الشعب الصينية التى لا تعبر عن السياسة الرسمية لكنها تعكس فكر الحكومة أن بكين لا يمكنها قبول "هذا الشكل من الاستياء والمعارضة" من جانب الولاياتالمتحدة. لكن خبراء من الجانبين يقولون إن هذا النوع من الهجوم سينتهى بسرعة وأن أيا من البلدين لن يسمح بتدهور العلاقات بصفة دائمة بعد أسابيع فقط من قمة ناجحة بين الرئيس باراك أوباما والرئيس شى جين بينج. وقال تساو كيه جينج أستاذ العلاقات الدولية بجامعة تسينجهوا التى تدرس بها النخبة فى الصين "الصين لا تريد أن يؤثر هذا على الوضع ككل والحكومة المركزية تنتهج دائما مواقف هادئة نسبيا ومنضبطة، لأن العلاقات الصينية الأمريكية مهمة". وأضاف "الولاياتالمتحدة ليس لديها سبب يدعوها لممارسة ضغط أكبر وإلا فإنها ستخسر التأييد الأخلاقى". وقال كينيث ليبرثال وهو خبير فى شؤون الصين بمعهد بروكينجز كان مستشارا فى شؤون آسيا بالبيت الأبيض خلال رئاسة الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون، إن معاقبة بكين أمر "غير متصور"، وأن الربط بين سنودن وقضايا أخرى سيقوض سياسة حريصة تهدف إلى التعامل مع القضايا كل على حدة فى مسارات منفصلة لتجنب تصدع كبير فى العلاقات. وأضاف "على مر السنين سعينا إلى تجنب أن يمتد أى خلاف كبير فى مجال ما وأن يتسبب فى تدهور العلاقات بالكامل". وفى القمة التى عقدت هذا الشهر واجه أوباما الرئيس الصينى بشأن مزاعم سرقة عن طريق الإنترنت، وقال شىء فى وقت سابق فى مؤتمر صحفى مع أوباما أن الصين نفسها كانت ضحية هجمات عن طريق الإنترنت وأن الجانبين يجب أن يعملا معاً لتطوير أسلوب مشترك. وكشف سنودن معلومات بشأن عمليات مراقبة واسعة النطاق نفذتها وكالة الأمن القومى الأمريكية فى الصين وهونج كونج وقدم ذلك لبكين ذخيرة كافية فى الاتهامات المتبادلة. وقالت صحيفة الشعب اليومية "سوف يتذكر العالم ادوارد سنودن، وأضافت "إن عدم خوفه هو الذى مزق قناع النفاق الذى تضعه واشنطن". وتقول الحكومة الصينية إنها شديدة القلق من مزاعم سنودن بأن الولاياتالمتحدة تسللت إلى العديد من الشبكات فى هونج كونج والصين بما فى ذلك جامعة تسينجهوا وشركات شبكات الهاتف المحمول، وتقول إنها بحثت هذا الموضوع مع واشنطن.