لا تزال روسيا متمسكة بموقفها الرافض لأي تدخل عسكري في سوريا، وإذا بلغ أي مشروع قرار ينص على التدخل عتبة مجلس الأمن، لن يقابل الا ب«الفيتو» من جانب روسيا . يقول سفير الاتحاد الروسي في بيروت ألكسندر زاسبكين في حوار مع «السفير» إن بلاده تعتبر أن الأزمة السورية شأن داخلي سوري، ويؤكد أن النظام السوري «طرف أساسي في البلاد ولا يمكن تجاهل رأي الجماهير التي تؤيده، أما المراهنة على الحسم العسكري من خصوم النظام، فلا نراه أمرا محتملا»، يضيف «لا يمكن لأي طرف أن يحسم عسكريا، وفي كل الأحوال، لا بد من الحوار وهو الطريق الى الحل السياسي»، ويحذر من أنه «إذا لم تنجح الجهود السلمية، سيتدهور الوضع أكثر، لذا من الضروري التوصل الى اتفاق لوقف العنف وتنظيم الحوار الوطني الشامل»، ويشدد على تعويل روسيا على الجهود التي يبذلها المبعوث الأممي كوفي أنان، ويدعو المعارضة السورية الى الحوار «من دون شروط مسبقة». منذ بداية مهمته في بيروت، يحرص زاسبكين على التواصل مع الاعلام. المهمة صارت مضاعفة مع الأزمة السورية والدور الروسي المحوري في قلب هذه الأزمة. لا يتردد السفير الروسي في نعي مرحلة الأحادية القطبية، أي النظام العالمي الجديد الذي ساد بعد انهيار الاتحاد السوفياتي السابق. ثمة نظام دولي جديد متعدد الأقطاب والمراكز يولد. وهذا الواقع يقتضي التشبيك وليس الاستفراد بالقرارات . لم تعد سفارة روسيا محجة لقوى 14 آذار وحدها ولم تعد موسكو ملعبا لسعد الحريري، بعدما صار له هناك فريق دائم و«مستشاره الروسي». بالأمس غاب السفير الروسي وربما للمرة الأولى، منذ عقود طويلة عن المختارة في يوم احياء ذكرى استشهاد كمال جنبلاط «الحليف التاريخي» لموسكو والحائز على جائزة فلاديمير ايليتش لينين للصداقة بين الشعوب . في المقابل، ها هو «حزب الله» يتردد بشكل دوري على السفارة. بالمناسبة السفير زاسبكين، على موعد اليوم مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد الذي سبق له أن زار موسكو في تشرين الأول 2011، فيما وصل وزير الخارجية عدنان منصور الى موسكو، امس في زيارة رسمية، تلبية لدعوة وجهها اليه نظيره الروسي سيرغي لافروف «لمناقشة الأوضاع في المنطقة والعلاقات الثنائية»، وذلك في اطار التمهيد لزيارات يقوم بها مسؤولون روس الى بيروت، في وقت لاحق، علما أن موسكو تستعد لاستقبال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي بعد تسلم الرئيس الروسي الجديد فلاديمير بوتين وتشكيل حكومة روسية جديدة في ايار المقبل .