أعرب المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية الروم الأرثوذكس بالقدس عن رفضه لوصف المسئولين الغربيين للمسيحيين في المشرق العربي بأنهم "أقليات تحتاج لحماية". وقال حنا - في بيان له اليوم السبت - "نود أن نقول لهؤلاء المسئولين في الغرب بأننا كمسيحيين في هذه المنطقة العربية لسنا أقليات بحاجة إلى حماية من أحد ونرفض أن ينظر إلينا كأقليات، فنحن جزء أساسي من مكونات هذه المنطقة ولسنا بضاعة مستوردة من هنا وهناك لكي نحتاج لحماية أحد". وأضاف "نحن أصيلون في بلادنا وجذورنا عميقة في تاريخ هذه المنطقة.. والمسيحية إنطلقت من عندنا ولم تأت إلينا من أي مكان في العالم". وأشار حنا إلى أن المسيحيين ينظرون إلى طرح مسألة الحماية بكثير من الشك حيث أنهم لا يثقون فى الغرب الذي كثيرا ما يستغل مسألة حماية المسيحيين لتمرير مشاريعه وأطماعه في المنطقة العربية، مؤكدا أنهم كمسيحيين عرب شرقيين يرفضون إستغلال أية جهة غربية في العالم لتمرير مشاريع ومخططات لا تنصب في مصلحة الأمة العربية وشعوب هذه المنطقة. وأوضح أنه عندما بشر الغرب بديمقراطيته المزعومة في العراق، بدأ مسلسل التهجير لكافة أبناء الشعب العراقي وخاصة المسيحيين منهم حيث ترك العراق أكثر من مليون مسيحي، قائلا "إننا كمسيحيين عرب شرقين نرى أننا جزء من هذه الأمة وما نريده ونتمناه هو أن تكون الدولة المدنية الديمقراطية التي تصون حقوق الإنسان وكرامته أيا كان دينه أو مذهبه.. فالدولة المدنية التي نتوق إليها لا يوجد فيها أكثرية أو أقلية، إنما يوجد فيها المواطن صاحب الكرامة المصانة بغض النظر عن انتمائه الديني أو المذهبي". وأضاف "أقول لهؤلاء الذين يتشدقون بدفاعهم عن الأقليات المسيحية بأنكم لستم حريصون على بقاء الوجود المسيحي في هذا الشرق، فالغرب يسعى من أجل مصالحه حتى وإن كان هذا على حساب المسيحيين". واعتبر حنا أن الدولة المدنية ودولة القانون والمواطنة هي التي ستحفظ حقوق المسيحيين.