لم تنجح وسائل الاعلام السورية ولا كوادرها الحزبية المسيسة فى تغطية احداث الثورة السورية ويبدو ان الثورات الكبرى تبقى اكبر من خيال الانظمة الدكتاتورية مهما بلغت درجات حنكتها فرغم انفجار المظاهرات فى معظم انحاء سوريا وتزايد معدلات نزول الشعب للشارع بشكل جماعى وعام وفى مواجهة صريحة مع مدافع الدبابات التى تصول وتجول فى المدن والقرى لتوصيل رسالة الاسد ستقتلون او تعودون كما كنتم قبل اندلاع الثورة هذا المنطق الذى واجه به الاسد الاب شعبه فى اوائل الثمانينيات يبدو انه لن يفلح فى قمع الشعب السورى وهو يتحرك للحاق بربيع الثورات العربية وسائل الإعلام السورية تغرق فى الأكاذيب حول مؤامرة خارجية وقوى تكفيرية وجماعات إرهابية كلها تشارك في ما يحث فى سوريا وتبث صورا لحفلات تأبين ل28 من شهداء الأمن فى مواجهة الإرهاب كما تدعى وكالة الأنباء السورية الرسمية سنا وتتحدث عن خروج لابناء المدن مؤيدين ومؤبنين "لشهداء الامن" فى مسيرة جسامينهم إلى مقبرة الشهداء فى اللاذقية قادمين من جسر الشغور كما تتحدث حديثا موثقا عن قداس يقيمه جميع الطوائف المسيحية وتحضره جميع الطوائف المسلمة لانقاذ سوريا من المؤمرات الخارجية والقوى الظلامية وفى المقابل تمتلئ وسائل الإعلام فى العالم بفظائع محاولات نظام الاسد لقمع المظاهرات وما حاول الأسد تغطيته انفرط من يديه بفعل نشاط الشباب السورى بدءا من الأخبار الواردة عن إجبار الشباب على النزول فى مظاهرات مؤيدة للأسد ثم ما أعلنته وكالة رويترز عن استهداف المدنيين بالرصاص الحى اليوم الجمعة مما أدى الى مقتل الكثيرين بإصابات في الرأس والصدر وان عشرات الآلاف من المتظاهرين نزلوا الى الشوارع في أنحاء سوريا يوم الجمعة لشجب الهجمات التي يشنها الجيش بغرض انهاء الانتفاضة المطالبة بالديمقراطية المستمرة منذ 13 اسبوعا. وقال شاهد عيان في أربين وهي إحدى ضواحي دمشق ان الاف المتظاهرين رددوا هتافات تقول "قولوا للعالم ان بشار (الاسد) بلا شرعية." وفي مدينتي حمص وحماه في وسط البلاد ردد المتظاهرون "الشعب يريد إسقاط النظام" بينما في درعا في الجنوب مهد الانتفاضة حمل المحتجون لافتات ترفض عرض الحوار الذي طرحه الأسد يوم الأربعاء. واندلعت احتجاجات مماثلة في دير الزور والقامشلي في الشرق على الحدود مع العراق. ومع دخول القوات السورية الى قرية خربة الجوز واقتحامها بالدبابات بدأت بشائر تدخل تركى لإقامة منطقة حماية للمدنين داخل الحدود السورية وإيقاف عمليات الجيش السوري ضد السكان وبينما بدا موضوع التدخل موضع اخذ ورد سارع الاتحاد الاوربى لإصدار حزمة جديدة من العقوبات على مسئولين سوريين وثلاثة من الحرس الثورى الايرانى بتهمة المساعدة فى قمع الشعب السورى تشمل العقوبات تجميد الأرصدة ومنع تأشيرات الدخول وغيرها من الإجراءات التي طالت الأسد وعدد من أقربائه ومعاونيه على رأسهم ماهر الأسد الذي يتهم بقيادة عمليات قمع الثورات بالقوة المفرطة