أكد مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي في كلمة له بمناسبة الذكرى الأولى للثورة الليبية التي أطاحت بنظام العقيد معمر القذافي، فيها مد اليد للجميع في ليبيا، إلا أنه حذر دول الجوار من استضافة "القتلة" ولوح ب"سحق" محاولات "زعزعة استقرار" البلاد. وتوجه عبدالجليل، في كلمته التي بثها التلفزيون الوطني، بالتحية لضحايا الثورة ولعائلاتهم، وكذلك الدول التي شاركت وأيدت العمليات العسكرية ضد النظام السابق، مؤكدا بأن ليبيا الجديدة سيكون لها "دور إيجابي مع المجتمع الدولي لتعزيز الأمن والاستقرار الدوليين." وشدد عبدالجليل على أن بلاده "تمد يدها للتعاون مع الجميع على أرضية احترام السيادة الوطنية الليبية وخيارات الشعب الليبي ودعم الأمن والاستقرار في محيطنا الإقليمي،" وأضاف أن عهد حكم الفرد "ولى إلى مالا نهاية"، بحسب ما نقلته شبكة سي إن إن الأمريكية. ونبه في الوقت عينه إلى "تركة" النظام السابق والمتمثلة في "ضعف مؤسسات الدولة وانتشار الفساد فيها والانهيار شبه الكامل للمنظومات الإنسانية والمؤسسات الأمنية والفتن التي زرعها بين المناطق والقبائل لضمان الولاء وتفتيت وبعثرة الجهود" واعتبر أنها تعرقل وتقيد خيارات المجلس الانتقالي ما يتطلب من الجميع بذل المزيد من الجهد. وأقر عبدالجليل بصعوبة مواجهة هذه المشاكل من قبل المجلس الوطني والحكومة التنفيذية الانتقالية، مذكرا بأن المجلس تشكل في ظرف صعب و"أجتهد في أن يكون ممثلاً ما أمكن للمدن والمناطق السكنية. وكرر عبدالجليل دعوة الثوار إلى الانضواء ضمن مؤسسات الشرعية العسكرية والأمنية والمدنية وفق البرنامج الذي أعدته الحكومة لاستيعاب الثوار في هذه المجالات وبرز في هذا السياق دعوته المؤسسات الاجتماعية والأعيان إلى الضغط على هؤلاء الثوار للانضواء في هذه المنظومة الجديدة. واتهم عبدالجليل بعض دول الدول المجاورة الشقيقة والصديقة لليبيا بأنها فتحت أراضيها لمجموعات من القتلة والمجرمين والسراق لزعزعة استقرار الشعب الليبي ودولته الوليدة، مضيفا "نريد أن ننبه إلى خطورة هذا الأمر وأن الشعب الليبي لن يغفر لأحد يحاول زعزعة استقرار بلاده". واعتبر أن أساس العلاقة المستقبلية مع دول الجوار سيحدده موقف هذه الدول "من كبح جماح المجرمين وتسلميهم للعدالة الليبية خاصة وان الكثيرين منهم قد أصدرت في حقهم نشرات كثيرة من قبل البوليس الدولي في جرائم ارتكبت داخل ليبيا،" . وتعيش ليبيا حاليا ذكرى مرور عام على انطلاق الثورة التي أسقطت نظام العقيد معمر القذافي، وذلك في ظل مشاعر يشوبها القلق من الصدامات المتكررة بين المجموعات المسلحة والتحذيرات الأخيرة للساعدي القذافي، نجل العقيد الراحل، والموجود في النيجر، والذي دعا إلى ثورة جديدة ضد النظام الوليد.