وقعت قبرص وإسرائيل أمس اتفاقا عسكريا لحماية المصادر الحيوية للطاقة في شرق البحر المتوسط، في ظل احتدام النزاع بشأن الحدود البحرية المشتركة، ولا سيما بين تركيا ولبنان وسوريا وإسرائيل وقبرص. ويقضي الاتفاق باستخدام القوات الجوية والبحرية الإسرائيلية للأجواء والمياه الإقليمية لشرق الجزيرة القبرصية، كما يَسمح لها بالتدخل في حال حصول أي حادث أو اعتداء على حفارات التنقيب عن النفط بالمنطقة الاقتصادية الحصرية. ووَقع الاتفاق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس القبرصي ديميتريس كريستوفياس في نيقوسيا وقال نتنياهو "إنه يتطلع للتعاون السلمي لمصلحة شعوب البلدين والمنطقة". وتحدث نتنياهو خلال زيارته -الأولى من جانب رئيس وزراء إسرائيلي إلى قبرص- عن "فرصة كبيرة" للبلدين، وقال إن محادثاته في قبرص تمحورت حول "تعاون إقليمي ممكن مع بلدان أخرى وإمكانية بناء خط لأنابيب الغاز نحو أوروبا عبر قبرص أو مصنع للغاز الطبيعي المسال" ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أمس أن قبرص طلبت مساعدة البحرية الإسرائيلية للدفاع عن حقول الغاز القبرصية حيال تهديدات تركيا أما الرئيس كريستوفياس فقال إن "جمهورية قبرص لا تهدد أحدا، ولسنا نحن من يهدد تركيا، بل تركيا هي التي تهددنا. والمشكلة هنا، وليس في التعاون بين قبرص وإسرائيل". ودعا كريستوفياس "المجموعة الدولية وخصوصا الاتحاد الأوروبي إلى أن تبعث برسالة قوية إلى تركيا لحملها على التوقف عن انتهاك القانون الدولي". وقبل زيارة نتنياهو إلى قبرص اتهمت وزيرة خارجية قبرص ايراتو كوزاكو ماركوليس تركيا يوم الأربعاء باستخدام "أسلوب الترهيب". وأبلغت إذاعة الجيش الإسرائيلي في مقابلة أن تركيا أجرت العديد من التدريبات العسكرية الاستفزازية في شرق البحر المتوسط خلال الشهور القليلة الماضية. وقالت "إن استعراض القوة كان محاولة لتهديد قبرص وإسرائيل وإثناء الشركات الأجنبية عن التعاون معهما في التنقيب عن الغاز وإنتاجه وهذا أسلوب غير مقبول بالمرة من جانب تركيا، إنه أسلوب ترهيب". وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أمس أن قبرص طلبت مساعدة البحرية الإسرائيلية للدفاع عن حقول الغاز القبرصية حيال تهديدات تركيا. وقد اكتشفت إسرائيل وقبرص احتياطات كبيرة من الغاز في أعماق البحر المتوسط الذي يفصل بينهما وهما تنويان معا إنشاء بنى تحتية تتيح إمداد الأسواق الآسيوية والأوروبية. وتجسد التقارب بين قبرص وإسرائيل بالتصديق في ديسمبر/كانون الأول 2010 على معاهدة تحدد المناطق الاقتصادية الحصرية لكل منهما، حتى تتجنبا بذلك تضارب المصالح في استثمار الموارد المتجاورة. ومهد اكتشاف حقول الغاز الطريق لتجديد العلاقات الإسرائيلية القبرصية، فيما تشهد علاقات إسرائيل فتورا مع تركيا، منذ قتل عناصر كومندوز إسرائيليون تسعة من الرعايا الأتراك كانوا يحاولون كسر الحصار المفروض على غزة على متن السفينة مرمرة في مايوم/أيار 2010. وأغضبت مساعي قبرص للاستفادة من ثروات النفط والغاز البحرية تركيا التي تطعن في قانونية بحث نيقوسيا عن النفط والغاز. وكانت شركة "نوبل إنرجي" الأميركية التي تعمل مع قبرص وإسرائيل قد أعلنت الشهر الماضي اكتشاف احتياطيات محتملة تتراوح بين خمسة وثمانية تريليونات قدم مكعب من الغاز لقبرص وهي كميات يمكن أن تحقق الاكتفاء الذاتي للجزيرة من الغاز لعقود. ومن المنتظر نمو إنتاج الغاز في إسرائيل أيضا وقد تتحول إلى مصدر رئيسي للسلعة بدعم من اكتشافات يمكن أن تكفي لمدة أربعين عاما وفق ما أعلنه وزير الطاقة الإسرائيلي