اتفقت روسيا والولايات المتحدة على دفن خلافاتهما حول سوريا، والسعى لإجراء محادثات دولية مع جانبى الصراع لوقف المذابح التى تشعل منطقة الشرق الأوسط. وقال وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى - خلال زيارة لموسكو بعد أن قصفت إسرائيل أهدافا قرب دمشق فى وقت يواجه فيه الرئيس الأمريكى باراك أوباما دعوات جديدة لتسليح مقاتلى المعارضة السورية - أن روسيا وافقت على السعى لترتيب مؤتمر بنهاية هذا الشهر بين حكومة الرئيس السورى بشار الأسد ومعارضيه. وكان اختلاف موقفى واشنطنوموسكو إزاء الصراع الدائر فى سوريا منذ عامين، من العوامل التى عرقلت جهود الأممالمتحدة لتسوية الصراع.. لذا فمن شأن أى تقارب بين الجانبين أن يبنى جبهة دولية مشتركة على نحو لم يحدث منذ شهور. لكن مع تأزم الوضع الطائفى فى سوريا بعد مقتل 70 ألف شخص فى الصراع، فإن مدى استعداد الأطراف المتحاربة للتفاوض غير واضح على الإطلاق. ولم يصدر تعليق على الفور من الحكومة السورية التى عرضت إصلاحات لكنها تصف مقاتلى المعارضة بالإرهابيين. ويصر الكثيرون داخل الائتلاف على ضرورة رحيل الأسد عن السلطة كشرط للمحادثات. وتتعدد جماعات المعارضة فى سوريا وتتباين آراؤها. وقال عبد الجبار العكيدى وهو قائد عسكرى فى الشمال، إنه يود أن يعرف تفاصيل الخطة الأمريكية الروسية قبل أن يكون رأيا لكنه أضاف "إذا حضر النظام فأعتقد أننا لن نرغب فى الحضور". وخوفا من إمكانية امتداد الصراع فى منطقة مضطربة بالفعل ومهمة اقتصاديا قال كيرى للرئيس الروسى أمس، أن القوى الكبرى لها "مصالح مشتركة مهمة للغاية" تدفعها للسعى للتوصل لتسوية. وقال كيرى فى مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره الروسى سيرجى لافروف: "البديل هو اقتراب سوريا بشكل أكبر من الهاوية إن لم يتم سقوطها فى هاوية الفوضى". وأضاف: "البديل هو أن تتصاعد الأزمة الإنسانية. بل إن البديل ربما يكون تفكك سوريا". وكانت واشنطنوموسكو قد اتفقتا، فى مؤتمر بجنيف فى يونيو حزيران الماضى، على الحاجة لتشكيل حكومة انتقالية فى سوريا لكنهما لم تحددا مصير الأسد الذى دعا أوباما إلى رحيله، لكن روسيا تقول إن هذا أمر يخص السوريين وحدهم. وفى إشارة إلى رفض ما يردده البعض عن أن موسكو توفر الحماية للأسد، قال لافروف إن بلاده ليست معنية بمصير أشخاص "بعينهم".