رأت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية الصادرة اليوم الاثنين، أن الغارتين اللتين وجهت دمشق فى وقوعهما أصابع الاتهام إلى إسرائيل تهدفان إلى أكثر من مجرد الانخراط فى الحرب الأهلية الدائرة فى سوريا، واعتبرتها معركة سرية شنت ضد إيران وحزب الله. واستهلت الصحيفة - تقريرها الذى بثته على موقعها الإلكترونى فى هذا الشأن - بذكر أن القادة العسكريين والسياسيين فى إسرائيل لا يزالون مقتنعين بعدم وجود مصلحة لهم فى التدخل فى الصراع السورى، ولكن الغارات الجوية التى شنتها إسرائيل ضد المنشآت العسكرية السورية تؤكد أنها لن تسمح بسقوط الأسلحة المتطورة فى أيدى حزب الله المتحالف مع إيران. وقالت:" إن تكثيف الهجمات وتوالى الغارات الإسرائيلية على سوريا عكست رغبة إسرائيل فى استغلال حالة الفوضى العارمة فى سوريا وفقا لما أعلنه الخبراء، وكذلك تعكس رؤية إسرائيل بأن الوضع الراهن سيحول دون قيام سوريا أو حزب الله أو إيران برد فورى للانتقام من الغارات أو حتى فى حال حدوث تصعيد أكبر". ورغم ذلك، تناولت (نيويورك تايمز) تحذيرات خبراء آخرين من خطورة تدخل إسرائيل بشكل أكبر فى الأزمة السورية، خاصة بعدما ردت دمشق وطهران وحزب الله بخطابات نارية ضد إسرائيل بخلاف ردهم على الغارات السابقة. ونقلت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية عن المحلل فى شئون الشرق الأوسط بمجموعة الأزمات الدولية ناثان ثرال قوله:" إن مخاطر اتخاذ فعل حيال سوريا من منظور إسرائيل باتت أقل اليوم مما كانت عليه فى الماضى، فكلا الطرفين اختبر الآخر وقام بقياس ما فى جعبته". وأفادت بأن المحللين لم يعتبروا هذه الغارات بداية لجبهة حرب جديدة أو محاولة لدعم المعارضين السوريين فى وجه الحكومة السورية، ولكن يعتبرونها امتدادا لما اسموه ب-"الحرب الخفية أو حرب الظل" ضد إيران وحزب الله، والتى امتدت على مدار عقود وفى جميع أنحاء العالم. بدوره، قال الباحث فى مركز العلاقات الدولية فى مدينة هرتزليا الإسرائيلية جوناثان سباير:" إن هذه الغارات لا يجب أن تفسر على أن إسرائيل تتدخل نيابة عن المعارضين أو ضد الأسد، بل أنها جاءت فى إطار تصعيد لصراع معلوم لدى الجميع ويدور بين إسرائيل وإيران". ورأت (نيويورك تايمز) أن الأوضاع على أرض الواقع فى سوريا قد تغيرت بشكل ملحوظ منذ الغارة الأولى التى شنتها إسرائيل على سوريا بشهر يناير الماضى، لذلك من المتوقع أن تتمخض عن الغارتين الأخيرتين تداعيات أوسع بالنسبة للحرب الأهلية الدائرة بسوريا . واختتمت الصحيفة تقريرها قائلة بينما تتقلص قبضة الأسد على سوريا منذ العام الماضى، ازدادت مخاوف إسرائيل من احتمالات لجوئه بشكل أكبر إلى حزب الله وإيران للاعتماد عليهما فى ضوء سيطرته على جزء بسيط من أراضيه، بينما يسقط الجزء الأخر فى أيدى الجهاديين والجماعات الأخرى المناوئة لإسرائيل.