قال نشطاء، إن مئات الأسر السنية فرت من مدينة بانياس الساحلية السورية اليوم السبت، خوفا من اندلاع المزيد من أعمال العنف الطائفية بعد مقتل عشرات الأشخاص على أيدى مقاتلين موالين للرئيس بشار الأسد الليلة الماضية. وأضاف النشطاء أن أعمال القتل التى وقعت فى منطقة رأس النبع بمدينة بانياس جاءت بعد يومين من مقتل ما لا يقل عن 50 سنيا على يد القوات الحكومية وميليشيات موالية للأسد فى قرية البيضا المجاورة. ونشر المرصد السورى لحقوق الإنسان تسجيلا مصورا على الانترنت يظهر جثث عشرة أشخاص قال إنهم قتلوا فى رأس النبع نصفهم من الأطفال. وظهرت بعض الجثث والدماء تحيط بها بينما غطت الحروق جثة طفلة رضيعة احترقت ملابسها وتفحمت ساقاها. ولم يتسن التحقق من تقارير النشطاء وتسجيلاتهم المصورة من مصدر مستقل بسبب القيود التى تفرضها الحكومة السورية على دخول وسائل الِإعلام المستقلة. وتقود الغالبية السنية فى سوريا الانتفاضة التى اندلعت قبل أكثر من عامين ضد حكم عائلة الأسد الذى استمر أربعة عقود وصارت الاشتباكات الطائفية والمجازر شائعة بشكل متزايد فى الصراع الذى أودى بحياة أكثر من 70 ألف شخص. وبانياس جيب سنى يقع وسط منطقة علوية واسعة على ساحل البحر المتوسط ويتهم نشطاء بالمنطقة ميليشيا موالية للأسد بممارسة تطهير عرقى. وقال رامى عبد الرحمن رئيس المرصد السورى الذى يتخذ من بريطانيا مقرا له، إنه يقدر أن مئات العائلات غادرت بانياس متجهة إلى مدن قريبة مثل جبلة وطرطوس. لكنه أضاف أن قوات الجيش ترد المواطنين على أعقابهم عند نقاط التفتيش على مشارف المدينة وتأمرهم بالعودة إلى بانياس بدعوى أن الأمور تسير على ما يرام، وقال إن المساجد أيضا تدعو الناس للعودة إلى بيوتهم عبر مكبرات الصوت. وأظهر تسجيل مصور آخر نشره نشطاء على الانترنت ما يقولون إنها جثث 20 شخصا قتلوا فى بانياس خلال الليل وجميعهم من عائلة واحدة ومن بينهم امرأة وتسعة أطفال. وألقى المرصد المسئولية فى سقوط هؤلاء القتلى على قوات الدفاع الوطنى وهى مجموعة جديدة شبه عسكرية يشكل معظمها مقاتلون من الأقليات المؤيدة للأسد. وكشف المرصد يوم الخميس عن أعمال القتل التى قال إنها وقعت فى قرية البيضا على مشارف بانياس. وقال إنه وثق أسماء 50 شخصا لقوا حتفهم لكنه يعتقد أن الحصيلة النهائية قد تتراوح من 100 إلى 200 قتيل. ورفض المرصد الذى يعتمد على شبكة من النشطاء فى أنحاء سوريا الكشف عن حصيلة قتلى بانياس. ونشرت جماعة أحرار الشام السنية المتشددة اليوم السبت، تسجيلا مصورا لمقاتليها وهم يطلقون صواريخ يقولون إنها تستهدف قرية القرداحة مسقط رأس الرئيس الراحل حافظ الأسد الذى حكم سوريا لأكثر من 30 عاما. وقالت الجماعة إن الهجوم كان ردا على أعمال القتل التى وقعت فى البيضا وبانياس.