رأت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية الصادرة أمس الأربعاء، أن عملية تفاوض الغرب مع إيران حول برنامجها النووى أصبحت مشابهة لعملية السلام فى الشرق الأوسط والتى غالبا ما يتم التفاوض عليها بصعوبة بالغة مع عدم تمخضها عن أى نجاح يؤدى إلى إحلال السلام. وذكرت الصحيفة فى تقرير لها بثته على موقعها الإلكترونى، أنه مع أخذ المخاطر التى ينطوى عليها الملف الإيرانى فى الاعتبار، تبقى حقيقة وجود مصالح لدى إيران والقوى الدولية الكبرى فى عملية استمرار التفاوض بينهما واضحة للغاية، حتى مع إدراك الطرفين استحالة حدوث انفراجة فى الأزمة. وأوضحت أن هذا الأمر تجلى مع فشل الجولة الثانية من المفاوضات النووية التى تمت نهاية الأسبوع الماضى بين إيران ومجموعة دول (5+1) التى تضم الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين بجانب ألمانيا- بالعاصمة الكازاخية القديمة ألماتى؛ حيث رفضت إيران المقترح الغربى الجديد بكبح جماح برنامجها النووى ومضت بطرح أفكار منفصلة من تلقاء نفسها. وقالت،" إن العديد من المسئولين الغربيين أكدوا أن مفاوضات ألماتى كشفت عمق الهوة بين توقعات إيران ومطالب القوى الدولية، فعلى الرغم من عدم حدوث انهيار تام فى مجرى المفاوضات بينهما وبروز حقيقة أن التوصل إلى اتفاقية نهائية لا تزال بعيدة المنال، يؤكد البعض منهم أن ثمن عدم استمرار هذه المفاوضات أعلى بكثير ويفوق كافة التوقعات". وأضافت (فاينانشيال تايمز)" بينما تزال التهديدات الإسرائيلية بشن ضربة عسكرية ضد إيران تأخذ حيزا كبيرا فضلا عن إصرار الولاياتالمتحدة على أن كافة الخيارات لا تزال مطروحة على الطاولة، يرى خبراء ومسئولون أن نهج الدبلوماسية لم يأخذ مجراه بعد، لذا يؤكدون أن عملية المفاوضات ستستمر على الأقل حتى الخريف القادم عندما يأتى رئيس جديد فى سدة الحكم بإيران". ولفتت إلى أن القوى الغربية تعتبر التخلى عن الأدوات الرئيسية المستخدمة لتشديد الضغط على إيران والمتمثلة فى العقوبات المفروضة ضد اقتصادها سوف يحد من قدرتهم على إجبارها على تقديم التنازلات. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن المشرعين الأمريكيين يصيغون حاليا مشروع قانون يقضى بمعاقبة الشركات الأجنبية التى تقوم بأعمال وأنشطة تجارية مع الشركات المملوكة للحكومة الإيرانية.