مقهى مؤقت يضم منصة لاعداد المشروبات وبضعة كراسي لمن أراد احتساء الشاي أو القهوة.. مندوبون عن مختلف الاحزاب والمرشحين يتحدثون مع ناخبين.. أشخاص على طاولات عليها أجهزة كمبيوتر محمولة تساعد البعض على تحديد لجانهم.. كان هذا مشهدا من خارج مقر انتخابي بالمدرسة التجريبية للغات في بلدة قها التي تمزج بين الطابعين الريفي والحضري بمحافظة القليوبية. اما بالداخل فكانت المخالفات اكثر وضوحا.. تجمعات لناخبين ادلوا بأصواتهم بالفعل ولم يغادروا المقر ومندوبون يطلبون من كل من يدخل الى المقر انتخاب مرشحيهم. ومساعدة المندوبين للناخبين على معرفة لجانهم شكل من اشكال الدعاية المقنعة اذ يقومون عادة بكتابة اسم الناخب ومقر لجنته ورقمها بعد استخراجها من موقع اللجنة العليا للانتخابات على اوراق مطبوع عليها دعاية للحزب او المرشح الذي ينوب عنه هؤلاء المندوبون. كما ان التجمع داخل او خارج المقرات باستثناء صفوف الناخبين محظور قانونا. هذه المشاهد تمثل صورة مغايرة تماما للتواجد الامني الكثيف وغياب مخالفات الدعاية ومع التنظيم الجيد للعملية الانتخابية داخل معظم المقرات الانتخابية في بنها عاصمة محافظة القليوبية. في بنها أكبر المراكز الحضرية بالقليوبية الواقعة الى الشمال مباشرة من القاهرة كانت المخالفات محدودة جدا شأنها في ذلك شأن معظم المدن الكبرى التي اجريت فيها فيها الانتخابات. ولم يرصد مراسل رويترز اي مخالفات جسيمة داخل مقرات الانتخاب ببنها او خارجها باستثناء قيام مندوبين بمساعدة الناخبين على تحديد لجانهم لكن بعيدا عن المقار الانتخابية. والقليوبية واحدة من تسع محافظات تجرى بها المرحلة الثالثة والاخيرة من انتخابات مجلس الشعب المصري والتي بدأت امس الثلاثاء وتستمر اليوم. وداخل احدى اللجان الفرعية في بلدة قها لم يستطع مراسل رويترز تمييز العاملين باللجنة عن المندوبين بسبب كثرة اعداد من هم بداخل الغرفة باستثناء شخص واحد كان يرتدي قميصا مكتوب عليه (اللجنة الفرعية). وكان المشرف القضائي داخل اللجنة يتابع كل ذلك في صمت كما خرج الى طرقات المقر وشاهد بنفسه تجمعات الناخبين والمندوبين ولم يأمر باخلاء المكان ولم ينه المندوبين عن توجيه الناخبين. وقبل السابعة مساء -وهو موعد اغلاق المقرات الانتخابية- بخمس دقائق كان المشرفون القضائيون قد أغلقوا الصناديق بالفعل وشمعوها ولم يسمحوا للناخبين المتواجدين داخل المقر بالتصويت كما ينص القانون وطلبوا منهم العودة صباح اليوم الاربعاء للادلاء بأصواتهم. وحدث نفس الشيء في مقر انتخابي مجاور بمدرسة المجمع الابتدائية. والمقران للرجال فقط. ولم يختلف الوضع خارج مقرين نسائيين في مدرستي الشهيد اسامة نصار للتعليم الاساسي ومدرسة قها الاعدادية بنات اذ انتهك العديد من مندوبي المرشحين بمختلف انتماءاتهم قاعدة الصمت الانتخابي بوضع اجهزة كمبيوتر محمولة امام المقرين تحت مرأى ومسمع من قوات الامن. وقالت ناخبة رفضت ذكر اسمها ان مندوبة عرضت عليها مبلغ 20 جنيها للتصويت لمرشحها.