تحدث رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الاحد عن اتخاذ "القرار المناسب في اللحطة المناسبة" بالرغم من اعتراض الحلفاء وذلك في أعقاب تحذيرات واشنطن من مخاطر توجيه ضربة عسكرية لايران. ولم يذكر نتنياهو ايران ولا برنامجها النووي على الاطلاق خلال كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى السنوية لديفيد بن جوريون أول رئيس وزراء اسرائيلي. لكن في سياق الجدل المستمر مع واشنطن بشأن طريقة وقف ما يعتقد نتنياهو وزعماء امريكيون أنه مسعى ايراني للحصول على أسلحة ذرية فان تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي عن اتخاذ اسرائيل قرارات منفردة في الماضي قد يكون لها علاقة بالمستقبل. وقال نتنياهو ان "رجال دولة عظام وأصدقاء لليهود وللصهيونية" حذروا بن جوريون من أن اعلان قيام دولة يهودية عام 1948 سيؤدي الى تدخل من الجيوش العربية "ومعركة خطيرة وصعبة". وأضاف ان بن جوريون "كان يفهم جيدا أن القرار له ثمن باهظ لكنه كان يعتقد أن عدم اتخاذ ذلك القرار سيكون ثمنه افدح." وتابع "نحن كلنا هنا اليوم لان بن جوريون اتخذ القرار المناسب في اللحطة المناسبة". وكان وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا استخدم أشد لهجة تحدث بها حتى الان يوم الجمعة للتعبير عن قلق بلاده من أي هجوم عسكري على ايران مشيرا الى أن تقديرات اسرائيل توصلت الى أن مثل هذه الضربة ربما تؤخر البرنامج النووي الايراني عاما أو عامين لا أكثر. وقال بانيتا في كلمة خلال منتدي مؤيد لاسرائيل في واشنطن ان العواقب قد تكون "تصعيدا" يمكن أن "يزج بالشرق الاوسط في مواجهات وصراعات سنندم عليها."
ووصف نتنياهو حصول ايران على سلاح نووي بأنه تهديد لوجود اسرائيل وقال هو والولايات المتحدة ان كل الخيارات مطروحة على الطاولة للتعامل مع مثل هذا التهديد.
وتقول ايران انها تخصب اليورانيوم لاهداف سلمية. وذكر نتنياهو في كلمته أن بن جورين فكر طويلا وبعمق قبل أن يقرر اعلان قيام دولة. وقال "اليوم نتفق جميعا على أنه كان قرارا مدروسا وسليما واتسم بالمسؤولية. أود أن أقول أننا سنعمل على الدوام بمسؤولية وشجاعة وتصميم على اتخاذ القرار السليم لضمان مستقبلنا وأمننا." وذكرت صحيفة هاارتس الاسرائيلية في معرض نقلها لكلمة نتنياهو بموقعها على الانترنت أنه "وجه تلميحا لمنتقديه في الداخل والخارج بخصوص الموضوع النووي الايراني" وأشارت الى توقيته التالي مباشرة لتصريحات بانيتا عن الحذر. ومن هؤلاء المنتقدين مئير داجان الرئيس السابق للمخابرات الاسرائيلية (الموساد) الذي حذر علنا منذ ترك منصبه في يناير كانون الثاني من مخاطر نشوب صراع اقليمي وانتقام ايراني اذا شنت اسرائيل هجوما منفردا. ولمح الون بن ديفيد محلل الشؤون العسكرية بتلفزيون القناة العاشرة الاسرائيلي أيضا الى وجود رسالة خفية عن ايران في خطاب نتنياهو. وكتب بن ديفيد في صفحته بموقع تويتر للتواصل الاجتماعي على الانترنت "هل تفكرون فيما أفكر فيه". وفرض مجلس الامن الدولي وقوى غربية عدة جولات من العقوبات على ايران. وأشار تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية الشهر الماضي الى أن ايران عملت على برنامج لانتاج قنبلة نووية الامر الذي أدى الى زيادة الضغط الدولي. وقال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك يوم السبت ان ثمة تنسيق وثيق بين اسرائيل والولايات المتحدة بحصوص ايران. لكنه ذكر أن اسرائيل تتمتع بالسيادة وتتحمل المسؤولية الكاملة عن أمنها