ذكرت صحيفة (هآرتس) الإثنين أن وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا سيصل إلى إسرائيل اليوم في زيارة عمل قصيرة لإجراء مباحثات مع مسؤولين إسرائيليين حول إيران، وعلى ما يبدو فإن المسؤول الأمريكي سيبلغ حكومة إسرائيل بأن الولاياتالمتحدة ما زالت تعارض شن هجوم ضد المنشآت النووية الإيرانية. وأضافت الصحيفة إن بانيتا سيلتقي مع وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك وسيبحثان في عدد من القضايا على رأسها العلاقات الأمنية بين الدولتين والمسعى الفلسطيني في الأممالمتحدة لنيل اعتراف بالدولة الفلسطينية وعضوية كاملة في المنظمة الدولية، كما سيبحثان في "ربيع الشعوب العربية" والبرنامج النووي الإيراني. ويشار إلى أن هذا سيكون اللقاء الثاني بين بانيتا وباراك بعد لقائهما قبل أسبوعين في واشنطن، كما التقى باراك مع رئيس وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) الجنرال ديفيد بترايوس أيضا. وأكدت (هآرتس) على وجود "خلاف شديد" بين باراك ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وبين إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما حول الطريقة المناسبة للتعامل مع البرنامج النووي الإيراني. وأردفت الصحيفة أن وزير الدفاع الأمريكي السابق روبرت غيتس كان صرح مرارا انه يعارض هجوما إسرائيليا ضد المنشآت النووية الإيرانية مشددا على أن لهجوم كهذا عواقب خطيرة بما في ذلك توحد الشعب الإيراني حول قيادة الجمهورية الإسلامية. ومن جهة ثانية أوضح الأدميرال مايكل مولن الذي انهى الشهر الماضي مهامه كرئيس للأركان المشتركة للجيش الأمريكي وزار إسرائيل 10 مرات خلال السنوات الثلاث الماضية أن الولاياتالمتحدة تعارض شن اسرائيل لهجوم ضد إيران، وأبلغ القيادة الإسرائيلية بشكل واضح إن أمريكا لا تمنحها "ضوءا أخضر" لشن هجوم كهذا. وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين الأمريكيين قللوا في الآونة الأخيرة من تطرقهم بصورة مباشرة إلى هجوم إسرائيلي محتمل ضد إيران، لكن بانيتا قال الشهر الماضي إن حدوث انقلاب في إيران هو "مسألة وقت وحسب". لكن نائب الرئيس الأمريكي السابق ديك تشيني قال في مقابلة صحافية قبل أسبوعين إنه يقدر بأن إسرائيل ستهاجم إيران. وبالتزامن مع هذه التصريحات قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الشهر الماضي إن "احتمال سقوط السلاح الأخطر في العالم بأيدي الأنظمة الأخطر في العالم هو واقعي للغاية، وكابوس الإرهاب البديل، واحتمال حدوث هجوم إرهابي نووي، يمكن أن يتحول قريبا إلى خطر داهم وفوري، ويحظر السماح لهذا أن يحدث". ومن جهة أخرى، أعلن وزير الدفاع الأمريكي أن إسرائيل "تزداد عزلة في الشرق الأوسط" بسبب الربيع العربي وانه "من المهم فعلا القيام بكل ما يمكن فعله من أجل مساعدتها على استعادة علاقاتها مع دول مثل تركيا أو مصر". وأكد بانيتا لصحافيين يرافقونه على متن طائرة عسكرية تقله إلى إسرائيل، المحطة الاولى في اطار جولة يقوم بها في الشرق الأوسط، انه ليس لديه الكثير من الشكوك حول احتفاظ إسرائيل بتفوقها العسكري في المنطقة. واضاف "ولكن السؤال الذي يجب علينا طرحه هو ما اذا كان الاحتفاظ بالتفوق العسكري كافيا اذا كنتم تعزلون انفسكم على الصعيد الدبلوماسي". وتابع "في هذه الاوقات الاستثنائية في الشرق الأوسط، في الوقت الذي تحصل فيه كل هذه التغييرات، ليس من مصلحة إسرائيل أن تزداد عزلة في الشرق الاوسط، ولكن هذا ما يحصل اليوم". ويلتقي بانيتا الاثنين المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين قبل أن يتوجه إلى مصر ليغادرها في وقت لاحق من هذا الاسبوع إلى بروكسل للمشاركة في اجتماع لحلف شمال الاطلسي. واضاف الوزير الامريكي "اعتقد انه من أجل الأمن في هذه المنطقة من المهم فعلا أن نقوم بكل ما بوسعنا القيام به من اجل مساعدتها (اسرائيل) على استعادة علاقاتها مع دول مثل تركيا أو مصر". واكد بانيتا انه سيحض المسؤولين الاسرائيليين والفلسطينيين على العودة الى طاولة المفاوضات. وقال "رسالتي الاساسية للطرفين هي: لن تخسروا شيئا اذا استأنفتم المفاوضات".