لقد خلق الله الإبل وجعلها من المخلوقات العظيمة، ليتفكروا في عظمة خلقها، فهل تفكر الناس في خلق الله لذلك الحيوان العظيم فهى رفيقة انسان الصحراء فى السراء والضراء وخاصة الجمل سفينة الصحراء ثم هي إلى جانب ذلك كله سفينة البر التي تنقله وأمتعته إلى بلد لم يكن بالغه إلا بشق الأنفس، تلك السفينة التى صالت وجالت فى بحر الصحراء المتلاطم الامواج امواج القحط والجدب وامواج الخوف والمغامرة وعواصف الحروب والغارات وقيل الإبل عز لأهلها، وقد تغنت به العرب قديما وحديثا وممن قالت العرب عن الابل : كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ .. والماء فوق ظهورها محمول. اما اذا تاملنا علاقة الابل بالشعر فاننا نجد اجماع من الشعراء الشعبيين في المشرق والمغرب على أن الإبل عز لأصحابها ... ولا عجب في ذلك، فهي مهر نسائهم، وفداء أسراهم، وديات قتلاهم ... ولا ننسى، إضافة إلى ما تقدم، أن لهم من ألبانها شرابا، ومن لحمها طعاما، ومن وبرها كساء، ومن جلدها نعلا وسقاء. وصف الشعراء العرب الناقة وأحسنوا، وجاؤوا من وصفها بما يضاهي وصفهم لنسائهم، وقد نذكّر هنا بوصف طرفة بن العبد البكريّ لناقته في معلقته حيث قوله: لها فخذان قد أكمل النحض فيهما كأنهما بابا منيف ممرّد وعينان كالماويتين استكنّتا بكهفي حجاجي صخرة قلت مورد ومن أقوال العرب المأثورة في ذلك: ما خلق الله شيئا من الدواب خيرا من الإبل: إن حملت أثقلت، وإن سارت أبعدت، وإن حلبت أروت، وإن نحرت أشبعت. ولذلك فهم يكرمونها ويعزونها ولا يحبسونها. وفى عصرنا الراهن نجد ان سباقات الهجن لا تخلو من امسيات الشعر التى تتغنى بالابل وكثير من الشعراء كانت انطلاقتهم الحقيقية من خلال تلك المهرجانات وذلك على اثر اجدادهم الذين تغنوا بالابل وهم دائما كانوا يبدأون قصائدهم بقولهم " ياراكبا من عندنا من فوق000 ". فهذا الشيخ مصلح سالم بن عامر يمدح من يرعى الابل : والنذل من يصبر على الذل والعار موتوا بشرف وتعيشوا اذلون رعى الغنم والابل ببلاد الاقفار اخير من رعيك خنازير شمعون ولاتحزنوا ولاتاسوا على كل ما صار بشركم القران انتم الاعلون ويتغنى الشاعر عيد ابو عودة بالجمل وهو يعين صاحبه على قطع المسافات فيقول : واسى على اللى فايت العد والسوق اطلاق شملة وماتعزر فى الفطامى ولد الشعيلة تسبق الخيل وتفوق وابوه منقى وقص عده تمامى وشروة تجار وانباع فى السوق ولابركوه لحمول قنطار شامى اركب عليه وكل مطرود ملحوق وخله ع وجهه بين بارد وحامى ياراكب الي مايهاب المشاوير .. عود على خرجه تلايم عداده ابوه شروه من نياق (المناصير) .. وامه شريناها من ابا الرفاده وذويرعه مجدول سير ورى سير .. وخرجه سواة معطرات الوساده لقه طريق البر مع هل المشاوير .. وخله على وجه الكريم أعتماده والى الملتقى مع سالفة سيناوية جديدة ...