قبل ثورة 25 يناير المجيدة كانت هناك صورة درامية متكررة وأغلبنا كان يشاهدها وهو إيقاف جندى مرور أو ظابط مرور لسيارة مخالفة فيهب قائد السيارة من داخلها وهو يظن أنه إبن إله يمشى على الأرض ليقول لعسكرى أو ظابط المرور : متعرفش أن إبن مين يا إبن ال... وربما أتبع وابل سبابه بالإعتداء على المسئول المرورى . وكنا نظن أن هذه الصورة تغيرت بعد الثورة ولكن خاب ظننا فبالأمس وفى مدينة الزقازيق والتى إشتهرت بوجود تمثال الزعيم أحمد عرابى فى أشهر ميادينها وصاحب العبارة الشهيرة : متى إستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً .. فأثناء استقلال النقيب محمد فؤاد ضابط بوحدة مرور الشرقية سيارة الونش وبجواره العسكرى سيد السباعى بميدان سفنكس بمدينة الزقازيق لتنظيم العملية المرورية مساءً فوجئ بشخصين يستقلان السيارة رقم (873س ط ص) وقام أحدهما بسب العسكرى قائلا له : امشى عدل يا حمار فنزل الضابط من الونش وقام بمعاتبتهما فنزل الشخصان من السيارة وقالا للضابط : إحنا نقصد العسكرى .. فقال لهما الضابط : وليه بتسب العسكرى؟ .. فنشبت مشادة كلامية قام على إثرها ابنا الدكتور مرسى بجذب الضابط من ملابسه وقالا له : أنت مش عارف إحنا أولاد مين؟ .. وقاما بالاعتداء على الضابط فقام الأهالى بالاعتداء عليهما بالضرب المبرح . وكالعادة تعرض الضابط لعمليات ضغط من كبار القيادات الأمنية بمديرية أمن الشرقية التى حضرت للقسم بعد علمها بالواقعة للضغط على الضابط للتنازل والتصالح إلا أنه رفض وطالب بالتمسك بحقه . ولم ينصرف الأهالى من أمام القسم وظلوا حتى الساعة الرابعة من صباح اليوم أمام القسم متضامنين مع الضابط الذى صمم أن يأخذ حقه بالقانون خاصة بعد أن أقر ابنا الدكتور مرسى فى المحضر أن الضابط نفسه هو الذى أنقذهما من أيدى الأهالى وتم تحرير محضر بالواقعة يحمل الرقم 9899 جنح قسم أول الزقازيق . ومما يدعو للدهشة أن الضابط نفسه هو الذى قام بإنقاذ الطبيب وشقيقه من أيدى الأهالى وقام بدفعهما داخل الونش وطلب من العسكرى أن يذهب بهما إلى وحدة المرور المجاورة لمبنى المحافظة حتى يتم إنقاذهما من أيدى الأهالى وبعدها استقل الضابط تاكسى ولحق بهما إلى وحدة المرور فى حين تجمهر أكثر من 200 شخص أمام وحدة المرور للتضامن مع الضابط وهددوا بحرق الوحدة فى حالة عدم حضور الشرطة وتطبيق القانون محاولين الاعتداء على الدكتور محمد مرسى حال حضوره لوحدة المرور . وعلى إثرها قام رجال الشرطة بالسيطرة على الموقف ومنع الأهالى من الاعتداء على الدكتور محمد مرسى وقاموا باصطحاب ابنى الدكتور مرسى لقسم أول الزقازيق لتحرير محضر بالواقعة . وتم حجز الطبيب وشقيقه بالقسم لحين عرضهما على النيابة فى لمباشرة التحقيق بإشراف المستشار طارق أبوزيد المحامى العام الأول لنيابات جنوبالشرقية . وكنا سنعتبر هذه الحادثة نوعاً من طيش أو نزق الشباب لولا أننا فوجئنا برد فعل الإخوان غير المفهوم وغير المبرر !!! . فقد علق والد المعتدين د.محمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة على الواقعة قائلاً : أن الحادث عارض وأنه حادث مرورى كأى حادث يحدث فى الشارع ولا يتعلق بأبنائه وحول سب الضابط أو تعدى نجليه على الضابط وقولهم : أنت مش عارف إحنا أولاد مين؟ .. قال مرسى : ليس من طبعنا ولا أخلاقنا أن نقول هذا ولا نستخدم هذه الطريقة التى كنا نستنكرها على أى أحد يستخدمها ومازلنا نستنكرها وليس من طباعنا التكبر أو التعالى .. مضيفا أن الحادث ليس له قيمة ولا يزيد عن كونه مخالفة مرورية . ونحن نسأل د.محمد مرسى عل لو كان الظابط ترك الناس الغاضبة يفتكون بإبنيه فهل كان إعتبرها مخالفة مرورية أم كان أقام الدنيا وأقعدها ؟ . فيما أدعى مسئولون فى حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان بالشرقية أن الضابط سب الدين فى الشارع وأن ابنى مرسى لم يتعرضا للضابط من تلقاء نفسيهما ونفيا ما جاء فى محضر الضابط .