بالصبر تبلغ ما تريد وبالتقوي يلين لك الحديد .. مهلاً يا شعب مصر. يبدو أننا قد سلكنا بالفعل طريقاً وعراً حتي تصل إلي الأمن والإستقرار والديمقراطية الحقة وأمامنا وقت ليس بالقصير لنعي المعني الصحيح للحرية. فكل إنسان يخطئ يكون مبرره الوحيد أننا في حالة ثورة وكل فاشل يعلق شماعته علي الثورة وكأن الثورة جاءت لنشر الفوضي ومن هنا إختلط الحابل بالنابل بإسم الثورة لا أحد أمن علي نفسه أو عرضه أو ماله. الفتنة تستيقظ وتتفاقم بعد ثبات سنوات ماضية . الصورة التي تظهرها لنا الحكومة للمستقبل الوردي المملوء بالتفائل يعيد لنا الزمن المليئ بالشعارات الوردية من لجنة سياسات الحزب الوطني .. فهل يا تري هو الاقتصاد الهش أو الغلاء الفاحش أو نقص السلع هو مصدر التفاؤل من الحكومة أم لا ؟. لماذا لم يهدأ ميدان التحرير حتي الآن ؟ .. لماذا لم يتجهوا إلي الصبر خلال هذه الفترة الحرجة من عمر الدولة حيث أن الدولة في حالة تغيير وعباء تحتاج من الجميع التكاتف والصبر بعيداً عن المطالب الفئوية والصراعات الدائرة بين كل فرقة وأخري كل واحدة تريد أن تثبت للأخري أنها الأقوي تنظيماً وتأثيراً علي الشارع المصري ؟. ومن الملاحظ أن هناك حفنة من الشخصيات عددها محدود مسيطرة علي الأجهزة الإعلامية سواء كانت مرئية أو مسموعة أو مقروءه تنتقل بين كل برنامج وأخر وبين قناة وأخري تتكلم وتقترح بل وتصر علي فرض أرائها علي الأغلبية وتبين للأخرين أنها الفئة الوحيدة في مصر التي تفهم في تخطيط مستقبل مصر متجاهلة رأي الأغلبية الصامتة البعيدة عن الإعلام بل وهي أي الأغلبية المجهولة هي التي يقع علي عاتقها الموافقة أو عدم الموافقة من خلال صناديق الأقتراع أو الاستفتاء. ومن العيب أن نفترض عدم معرفة هذه الفئة الكبيرة من الشعب المصري أنها تجهل المشاركة في البناء وأري أنه لا فرق في الوقت الحالي بين ما بعد الثورة وما قبلها طالما أن كل من يجلس في برنامج يريدان يؤكد أن لا هناك أحد يفكر صح غيره دون أن يعطي حق الرأي والرأي الأخر فالجميع من هؤلاء يدعون أنهم مخلصون لمصر ويحبونها دون غيرهم ويسعون لتحقيق نهضتها لكنهم كاذبون مخادعون مذنبون هم رجال السياسة لا يتغيرون في كل عصر وكل مكان يبحثون عن مجد شخصي ومصالحهم الضيقة الانتهازية الفردية ويدعون أمام الكاميرات والاجتماعية المفتوحة أنهم يهيمون عشقاً بمصر لكن إفك ما يدعون. ظل مبارك ورجاله 30 عاماً يخدعون العوام من أهل بلدي حتي بلغ نسبة من هم تحت خط الفقر أكثر من 35 مليون ويكابد الفقر 35 مليونا آخرون وعندما نجحت الثورة في التخلص من الديكتاتورية استبشر البسطاء وكأنهم لم يصدقوا قالوا ( القادم لن يكون أسوأ ) لكن الواقع يؤكد إننا مقبلون علي سبع عجاف. وعليك يا صديقي أن تشد الحزام فقد تخلصنا من فرعون ويتنازع علي بلدنا مصر شلة أقزام الجميع مذنبون لا فرق بين إخوان أو وفد أو غيرهما من آلاف مجموعات الإئتلافات المنبثقة عن الثورة لا حصر تم ولا عدد الكل يتصارع بين الدستور أولا أو الانتخابات أولا وتركونا كفقراء نصارع الفقر وارتفاع الاسعار وعدم وجود لقمة العيش وكأن الثورة وبالاً علينا كفقراء فكل الأمور معطلة بل وتزداد سوءاً. ليت الجميع يهدأ كما قال الامام الشعراوي حتي تبني الامجاد ونترك الشخصنة ونصبر ونتحمل حتي تتعافي الدولة فلا تتعجل ما تضعه الحكومة من تخطيط لبناء وإدارة الدولة في هذه الفترة العصيبة التي تمر بها مصرنا الغالية.