تعودنا فى مصر المحروسة على مدار العهود السابقة أن أولى الأمر هم الأوصياء على الشعب والذى يعتبرونه قاصراً أو يعتبرونه غير ذى أهلية . ولذلك كانوا هم من يصدرون الأوامر جيدها وسيئها وليس على الشعب المختل والقاصر من وجهة نظرهم إلا أن يطيع الأوامر صاغراً . واليوم تخرج علينا وزارة الصحة بقرار من نوعية الفرارات اللامنطقية واللاعقلانية والتى كانت تصدر فى العهود البائدة قبل ثورة 25 يناير المجيدة وقد قال الحكماء قديماً " إذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع " . وزارة الصحة الموقرة قررت وهى فى كامل أهليتها إدراج الإسماعيلية ضمن المحافظات الخالية من التدخين بحلول عام 2013 وهى محافظات المنيا والأقصر وذلك ضمن خطة الوزارة إلزامية لإعلان محافظات الجمهورية خالية من التبغ بحلول عام 2016 . وصرحت د.مها منير مستشار تنفيذ البرامج بإدارة مكافحة التدخين بوزارة الصحةأن وزارة الصحة ملتزمة بتطبيق سياسات مكافحة التدخين العالمية وعلى رأسها اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية لمكافحة التبغ . كما أشارت د.جيهان النحاس، المنسق الإقليمى للاتحاد الدولى لأمراض السل والرئة، إلى أن هناك علاقة وثيقة بين التدخين وارتفاع نسبة الوفيات الناتجة عن الأمراض غير المعدية وهى السكر والقلب والأوعية الدموية بالإضافة إلى السرطان والأمراض التنفسية المزمنة. وأوضحت أن نسبة الوفيات الناتجة عن تلك الأمراض وصلت إلى 63% عام 2008، بما يعادل 36 مليون حالة وفاة سنويا، 80% منهم بالدول النامية، لافتة إلى أن الفقراء هم الأكثر تعرضا للإصابة بتلك الأمراض. ونحن لسنا ضد روح القرار فالقاصى والدانى يعرف أضرار التدخين المادية والصحية ولكن أيضاً العبط والسفه الحكومى فى إتخاذ القرارات أكثر ضرراً وكلفة من مضار التدخين فكم من مليارات ستصرف على هذه الحملة وكم من مسئول فقير سيغتنى بسببها وأخر الأمر لن يتم القضاء على التدخين بل ربما عدد المدخنين سيزيد . وأخيراً أحب أن أؤكد بأن مثل هذه القرارات ليس حباً فى الشعب الذى يصل عدد المدخنين فيه إلى ما يقرب من 20 مليون مدخن ولكن إلتزاماً من حكومة سفيهة بإتفاقية دولية وقعت عليها حكومة سابقة أسفه منها لتجميل وجه النظام.