دنيا عجيبة وجديدة وغريبة والله العظيم وحرب من نوع جديد .. انقطاع اشارة البث لقنوات "إم بى سى" مصر لبرنامج البرنامج .. تم قطع أول امس اشارة بث برنامج ( البرنامج) والذى يذاع على فضائية "إم بى سى" مصر وذلك للاسبوع الثانى على التوالى بنجاح فائق. حيث نجح الهكرز فى قطع اشارة البث على البرنامج أثناء أذاعته وقبل بداية البرنامج بخمس ثوانى فقط ، وهذا ان دل فيدل على اننا فى حرب من نوع جديد جدا من الجيل السادس للاجهزة والبرامج ذو التقنيات الفائقة والمتفردة. وهى تبين لنا جميعا أننا قد أصبحنا على أعتاب عهد جديد من الظلام والقوة لن تكون للاقوى بل ستكون للاذكى ومن يملك التقنية. ومن الواضح جدا ان هناك علامات تشير لنا بأننا على أعتاب تلك الحقبة بالتحديد من تاريخ اليوم 16 مارس 2014. ولا تنسوا أيضا سرعة أنتشار التقنيات لبرامج التجسس العالمية الفائقة المميزة وتوافرها الرهيب بأرخص الاسعار ، فقد كان فى الماضى برامج وأجهزة التجسس والمخابراتية تقتصر على عدد معيين من الدول معروفة فقط لاجهزة المخابرات لكننا أصبحنا اليوم نرى بعض تلك الاجهزة على أرصفة العتبة والموسكى وباب البحر والرويعى وشارع عبد العزيز. فمن الممكن يا سادة يا كرام وحضرتك قاعد فى المترو تجد بائع متجول قد وضع على قدمك كيس به جهاز وتلاقيه يقولك : "جهاز قطع اشارة البث الثلاثة بعشرة جنيه وأخر يقولك معايا برنامج أذاى تتفرج على أوباما وهو بيستحمى بستة جنيه". فمن فضلكم سجلوا تلك اللحظات من تاريخ البشر تغيير التكتيك من الاقوى الى الاذكى والاسلحة القادمة ستكون أصعب فتكا بأقل مجهود فأنه ليس من الطبيعى ان يتحكم فرد واحد فى أذواق ملايين من البشر. فعندما أراد هذا الشخص ( الهكرز) أن لا يذاع برنامج البرنامج لباسم يوسف لهدف شخصى أو لهدف اجتماعى او ربما ينتمى لبرنامج منافس أو مناهض لفكر معين فانه بذلك ينفرد بالحق الاوحد فى أذواق ملايين من البشر مع أن هذا البرنامج يصنف من البرامج الساخرة التى تنتقد الحياة فى مصر بشكل ما ووضع معين أو فكر أو أى جهة. فنجد من يقوم بقطع الاتصال وتكبيد الشركة المنتجة ملايين الجنيهات كخسائر والتى قد تضر بسمعة ومهنية القنوات الخاصة. ومن السهل جدا أن يتصل موتور يطلب رشوة نظير عدم قطع أشارة برنامج ما أو مباراة او بث مباشر لمؤتمر مهم أو فكر مهم أو تيار ما فسنجد أنفسنا مرة أخرى أمام عائلة الناجى وكانها بعثت من جديد وطل علينا "سليمان الناجى" شخصيا ويطلب الاتاوة من الاغنياء كما كان فى أدبيات نجيب محفوظ ( لمؤلفه الرائع الحرافيش ). فيطلب هذا الموتور اتاوة علشان ميقطعش أشارة البث عن هذه المادة او ذاك الفيلم ، ومن الممكن أيضا أن يبث هذا الموتور أيضا مادة أباحية أو رأى قذر او أو من هذا السياق. فلا بد أن نجد حلا سريعا وعاجلا لتلك الافات القذرة من المجتمع الذى فسدت فيه كل معانى الاخلاق وكما قال الراحل صلاح قابيل فى الحرافيش باسم يا يوسف أسم الله عليك أسم الله عليم.