قال تعالى "أن المساجد لله فلاتدعوا مع الله أحدا" .. صدق الله العظيم. قرار الفردي والزوجي المطبق حالياً في البلد إنعكس بظلاله وأينعت ثماره لقلة أعمال العنف فيه بالمفخخات والعبوات اللاصقة ,ومن السهولة على المواطن أن يتجول بحريته سيراً على الأقدام أو بعجلته الخاصة ، ولله الحمد أصحاب عجلات الأجرة شمروا عن سواعدهم ليجلدوا بسياطهم التي لا ترحم ظهورنا لأنه موسم حصادهم وقطف ثمار زرعهم ولملمت ماتبقى من مبلغ الراتب في جيوبنا. إن يد العبث والخراب وجدت منفذاً آخر لحصد الأرواح عوضتهم عما فاتهم من الأيام الماضية في تنفيذ القرار وإتجهوا هذة المرة بسهولة لمساجد الله التي يرتادها المصلون في صلواتهم اليومية إما بإنتحاريين أو بكواتم السلاح كما حدث مؤخراً في منطقتي "السيدية والكسرة" والمناطق الاخرى التي راح ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح وحرق المساكن وتهديمها على رؤوس ساكنيها وبدم بارد بعيداً عن رقابة الدولة وغيرت الناس الموجودة قريباً من ساعة وقوع الحدث في "اللطيفية واليوسفية" ومناطق أخرى من بغداد والمحافظات. ولسان حالي كما يقول الشاعر : "قد صار من إحدى العجائب عندنا .. أن لاترى الإرهاب فينا يحصد" ، إن العدو نزع من قلبه الرحمة والخوف وأوغل بالخسة والدناءة ليحصد الأرواح من شعب لا يهاب الموت ولا يعرف للخوف طريقاً .. متحدياً كل أعمال عنفهم وأساليب جرمهم وحقارة أفعالهم ودناءة نفوسهم الإجرامية التي تمارس ضده في سابق العهد وحاضره وما يضمره المستقبل له لتنفذ عليه حكماً بفعل لم يرتكبه وجرم لم يقترفه. مشروع الإنتقام والتناحر اليومي بين مكونات الشعب أضفى بظلاله على حالته النفسية لصعوبة إيقافها و الحد منها بعد أن وصلت لمنافذ مقفولة ومعابر مقطوعة وطرق غير سالكة. شعبنا يعشق الحياة ومتمسك بها ولايفرط بلحظة منها ولايمكن دفنه وتعطيل حركته , ولنسأل ماذنب المصلين بعنفهم وإستهدافهم بالحسينيات والجوامع لنحر رقابهم وتناثر أشلائهم ؟ .. جوابه يسير وإجابته واضحة وخطوطه ظاهرة ان التغيير يصب في الشعب والوطن وواجب حتمي لتغيير نمط حياتهم ليحافظوا عليه والسير بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافه والوصول لنهايته مهما كلفهم ذلك من وحشة المسير وبعد المسافة ومخاطر الطريق وعمق الحفر .. "وطريق الحق موحش لقلة سالكيه" لن يفرقوا وحدتنا ويثنوا عزمنا ويفتتوا لحمتنا ويغلقوا منافذ سبلنا أخوة متحابين في الله مؤكدين لهم تمسكنا ببعضنا الآخر ووحدة مصيرنا وهدف رسالتنا. وعلى الباغي تدور الدوائر.