بالأمس.. وأنا أقف وسط أكثر من 09 ألف حاج مصري »يوم الوقفة« علي جبل عرفة. وطوفان من المشاعر الجياشة الربانية يغمرني بأحاسيس رائعة. لايشعر بها الانسان إلا في هذا المكان الجميل. ودون مقدمات ولاترتيب. فجأة هبطت الفكرة علي روحي وقلبي. وقلتها لنفسي بصوت غير مسموع. ثم أخبرت بها رفاقي ونحن في ملابس الإحرام: »ياريت الريس كان معانا.. في الحج«! نعم وجدت نفسي أتمني ومن قلبي. لو أن الرئيس حسني مبارك كان معنا في الحج. وشعر مثلنا بهذه الأحاسيس الروحانية النبيلة. وتمتع مثلنا بالنظر إلي السماء. والشعور بالقرب من الله. وغمره شعور الراحة والسكينة. الذي شعر به الحجاج المصريون. وملايين غيرهم من حجاج المسلمين. شعرت في تلك اللحظات النادرة. بأن رئيس بلادي إنسان. وأنه مثلي ومثل أي حاج مصري معي. يستحق هذه النعمة الجميلة. نعمة الحج إلي بيت الله الحرام. والوقوف علي جبل عرفة. وزيارة النبي عليه ألف صلاة وسلام. وكنت قبلها بيومين أو ثلاثة. قد استمعت إلي تصريحات الدكتور هاني هلال وزير التعليم العالي والبحث العلمي ورئيس بعثة الحج المصرية. التي قال فيها إن الرئيس مبارك طلب منه قبل سفره إلي المملكة العربية السعودية. توفير كل الإمكانيات والتسهيلات إلي الحجاج المصريين. وتمني لكل الحجاج حجا مبرورا وذنبا مغفورا. هكذا كان شعور وإحساس الرئيس مبارك تجاه الحجاج المصريين. وكان قبلها قد طلب من السيد حبيب العادلي وزير الداخلية. تقديم المزيد من الرعاية والاهتمام. بما يطلقون عليه حج الغلابة. أو حج القرعة الذي يسعي إليه ملايين من المصريين البسطاء. وقد اجتهد وزير الداخلية ورجاله في تنفيذ توجيهات الرئيس. واحاطة حجاج القرعة بكل رعاية واهتمام. وسمعت بنفسي هؤلاء الحجاج. يقومون بالدعاء »للريس« في المدينةالمنورة وفي مكةالمكرمة وفوق جبل عرفة. بأذني سمعت حجاجا من ريف مصر. يتوجهون بالدعاء من قلوبهم للرئيس. صادقين مخلصين. في أحاسيسهم ومشاعرهم. وقد لمسوا بأنفسهم كيف كان الرئيس معهم في الحج بتوجيهاته بالاهتمام بهم وبسلامتهم. هم نفس ملايين المصريين الذين تعاطفوا من قلوبهم. عندما واجه الرئيس كانسان وكجد موقف الحزن العظيم. وتمني كل واحد منهم يومها لو أنه أخذ الرئيس في حضنه. وربت علي كتفه. وهو نفس الرئيس الذي احتضن همومهم ومشاكلهم. وكان أول من يهب للوقوف معهم في مواقفهم الصعبة. لا أعادها الله. لا عليهم ولا علي مصر الحبيبة. وتمنيت من قلبي لو أن الرئيس مبارك كان معنا نحن الحجاج المصريين علي جبل عرفة. أن يقف وسطنا ونتحلق جميعا حوله. أن نحتضنه كما احتضن بقلبه ملايين المصريين طوال سنوات. أطال الله لنا في عمره. تمنيت لو أن الرئيس مبارك وقف بيننا وتضرع معنا إلي الله وتضرعنا معه إلي المولي العلي القادر علي كل شيء. ان ينصره الله نصرا.. وأن يعطيه الله قوة فوق القوة.. ليواصل معركته من أجل المصريين الغلابة. وان ينصره الله في الحرب علي الفساد والمفسدين الذين ينهشون في لحم الوطن ولحومنا. وأن يحمي بلدنا من المتاجرين فينا بالشعارات الكاذبة. والوعود المزيفة. وان يمنحه الله صبرا فوق صبره. وقدرة فوق قدراته. ليرفع الهم والغم عن شعبه الغلبان. الذي تحمل مصاعب الحياة. ومازال يصنع الحياة.. يحيا ويأمل في بكرة الجميل الجاي! قلت لأصحابي الصحفيين علي جبل عرفة. عبدالعظيم درويش مدير تحرير »الأهرام« ومحمد الشبة رئيس تحرير »نهضة مصر« وخالد إمام رئيس تحرير »المساء«: آه.. لو كان الرئيس مبارك معنا في الحج؟ - قال الثلاثة في نفس واحد: ياريت والله. قلت لهم: نعم والله ياريت كان معنا.. ربنا يكتب له الحج العام القادم بإذن الله. نظرت إلي السماء.. وأضفت: بس يأخذني معاه!