هي بالتأكيد ليست الدراسة الأولي من نوعها - التي تتحدث عن زواج الاثرياء العرب من بنات الحوامدية.. فالظاهرة قديمة!.. لكنها أول دراسة متخصصة تكشف وترصد هذه الظاهرة الاجتماعية الخطيرة عن قرب! هي الاولي لان الباحثة التي قامت بها لم تعتمد علي تقارير امنية او منظمات المجتمع المدني.. وانها ذهبت إلي هناك وعاشت بين ابناء المدينة ستة شهور كاملة .. حتي توصلت إلي هذه النتائج الخطيرة - التي اوردتها في دراستها! وهي الاولي ايضا - لان الباحثة التقت بكل اطراف هذه الجريمة.. بدءاً بالفتيات الصغيرات ومرورا بأسرهن والوسطاء.. وأنتهاءا بالازواج الاثرياء، الذين غالبا ما يكونوا من كبار السن! لم نكتف بعرض تفاصيل الدراسة فقط انما التقينا بالباحثة عزة الجزار.. بمركز عيون للدراسات الاجتماعية.. ولا يسعني الا ان نضع كل ما جاء فيها امام الوزيرة الشجاعة الدكتورة مشيرة خطاب وزيرة السكان والاسرة! ولكن ننبه إلي خطورة هذه الكارثة كما تقول الباحثة عزة الجزار: ان 38٪ من الفتيات لا يزيد اعمارهن علي 61 عاما ومعظمهن ايضا تلميذات بالمرحلة الابتدائية! اعترافات مثيرة! وتمضي الباحثة في سرد اعترافات الفتيات الصغيرات.. التي جاءت مثيرة! تحكي اولا تلك الحالات من خلال سطور الدراسة قائلة: كنت زي اي بنت صغيرة.. تذهب إلي مدرستها في الصباح.. وتلعب مع زميلتها في الشارع .. لكن في يوم عند عودتي إلي البيت. فوجئت بأبي يقول لي »استعدي علشان انتي هتتجوزي اليومين دول«.. ! كان عمري وقتها »41 سنة«.. وسمعت من أمي ان فيه واحد »خليجي« تقدم للزواج مني.. وان هذا الرجل غني.. وسوف يعطيهم اموالا كثيرة مقابل الزواج مني.. وعندما ابديت خوفي من الزواج.. ضربني اخي.. وقال لي »انت بنت ومصيرك الجواز في النهاية«. واخبرتني امي بأن عمر هذا الزواج لن يطول.. وفي كل الأحوال فان هذا الرجل اشترط ألا انجب. وتقول الفتاة المسكينة: »ماكنتش« اعرف يعني انه زواج.. ولا شكلة بيكون عامل ازاي.. ولما سألت صديقاتي.. قلن لي »بكرة تدخلي دنيا وتشوفي يعني ايه جواز«. المهم تزوجت بعد ايام قليلة.. وقبض ابي وشقيقي الثمن 04 الف جنيه.. وكان هذا الرجل يكبرني بحوالي 30 عاما.. وكان دائما يطلب مني طلبات غريبة وانا معه وكنت بخاف دايما منه بسبب طلباته هذه.. كما انه كان يعاملني بقسوة وعنف.. وعندما كنت ارفض ان استجيب لطلباته يتصل بشقيقي.. الذي كان يأتي علي الفور.. ويضربني حتي افقد قواي.. ويتركني مع زوجي منهكة القوي! وتختتم الفتاة المسكينة كلامها قائلا: استمر زواجي هذا ثلاثة اشهر كاملة. وبصراحة كان الراجل ده بيديني فلوس كتير.. حوالي 0003 جنيه كل شهر.. وكمان كان بيشتري لي ذهبا ومجوهرات.. لكنه طلقني فجأة مثلما ظهر.. الشيء الوحيد الذي يسعدني هو انني لم انجب منه! باعوني بالرخيص! ضحية اخري تقول: عمري الآن 81 سنة.. من اسرة بسيطة الحال.. وكنت من ضمن البنات اللاتي تزوجن من اجانب وانا صغيرة فأهلي زوجوني وأنا مازلت في الخامسة عشر من العمر.. فضلوا زواجي علي تعليمي.. وقال لي ابي.. ان زوجي سيجعلني اعيش في الجنة.. رغم أنه لم يقبض ثمن بيعي له سوي سبعة آلاف جنيه فقط.. بينما هناك فتيات تقبض ثمنا أكثر.. يعني باختصار اتبعت بتراب الفلوس.. المثير ان نفس الفتاة ابدت موافقتها علي الزواج مرة ثانية وثالثة.. لكي تحصل علي مبلغ أكبر وهي في النهاية مطلقة وأم لطفل لم يكمل عامان من عمره.. أما الأب فقد رحل منذ زمن ولا تعلم عنه شيئا! لماذا الحوامدية! كان طبيعيا ان نسأل: لماذا الحوامدية!؟ اجابت الباحثة عزة الجزار.. قائلة: اخترت منطقة الحوامدية بالذات لانها الاشهر من بين المدن التي يأتي إليها الاثرياء العرب وكلهم من كبار السن.. لكي يتزوجن من صغيرات.. عمليات بيع وشراء بهدف الحصول علي المال.. وخلال فترة عملي في مدينة الحوامدية تمكنت من لقاء حوالي 002 فتاة مما وقعن ضحايا لتلك الزيجات.. كما التقيت بالكثير من اسرهن وكذلك السمسارة الذين احترفوا تسويق تلك الفتيات.. واخيرا التقيت ببعض الأزواج الذي يفضلون الزواج من هذه المدينة بسبب جمال بناتها .. ! المؤلم ان هؤلاء السماسرة هم في الاصل يعملون سائقي سيارات اجرة.. ويصطادون الاثرياء العرب »العواجيز« من المطار وفي الطريق يعرضون عليهم الزواج من بنات صغيرات اثناء فترة اقامتهم في مصر ثم يطلقونها في النهاية! وتستطرد الباحثة عزة الجزار.. قائلة: الغريب ان مدينة الحوامدية تحولت اشعال بناتها إلي جزء من الخليج بسبب الملابس والمكياج التي تضعه الفتاة هناك.. فالسمسار يتفق مع كوافير لتحويل الفتاة المصرية إلي خليجية وحتي تكون علي ذوق الزوج الجديد.. اما اذا تقدم زوج مصري الي فتاة من الحوامدية.. فنري المغالاة بشكل كبير في المهور.. وعلي الشاب المصري ان يوفر شقة تمليك.. وان يكتب لعروسه قائمة ومؤخراً كبيراً.. يضمن لها الحياة السعيدة في حال انفصالهما هذه الشروط لا تطبق علي الاثرياء العرب - لان هذا العريس يشتري ابنته بمقابل المال! أمراض! وتستكمل الباحثة كلامها قائلة: وللاسف ينتج عن هذه الزيجات الكثير من المشاكل.. فأصبحنا نري جيلا من الفتيات مطلقات.. اعمارهن.. لا تتجاوز 81 سنة.. مطلقات.. ومعظمهن امهات!.. ينجبن اطفالا مجهولة النسب - بعد ان قام بعض ازواجهن يتمزيق ورقة الزواج العرفي! المؤلم ان بعض هؤلاء الازواج يحملون أمراضا مثل امراض الكبد الوبائي وطبيعي ان تنتقل هذه الامراض إلي زوجاتهم - صغيرات السن! وتقول الباحثة عزة الجزار: لقد عشت مع الحالات ستة اشهر كاملة.. وهو ما اصابني بالحزن والالم.. فقد اكتشفت ان الفقر يمثل نسبة 08٪ لقبول هذا الزواج و 5٪ بدافع الرغبة في الثراء السريع ونسبة 7٪ لا تكون لديهم دراية بمخاطر هذا الزواج 6٪ يقبلون الزواج بدفع الاعتياد علي الامر وتقليدهم للعديد ممن سبقوهم بزواج بناتهم من اجانب و 21٪ يريدون الدخل السريع وتوفير حياة كريمة لهم ولأسرهم، و01٪ لجهلهم بالدين و 52٪ لا يرون انهم يقوموا بعمل اجرامي في حق الفتيات التي يتزوجن من كبار السن! وأضافت الباحثة: ان السماسرة لهم وسطاء في الخارج يكونون علي اتصال معهم وانتظار الزوج الثري في المطار - بعد ان يكون هذا السمسار قد اعد العروس التي يتراوح عمرها بين 41 و 61 سنة. وفي النهاية نقول: الدراسة مثيرة فعلا.. لكن الأكثر إثارة هو: كيف يسمح أب لنفسه ان يبيع ابنته هكذا - وكأنها جارية ؟! هل عاد زمن الجواري من جديد؟!