أصبحوا واقعاً يفرض نفسه علينا شئنا أم أبينا.. ومخطئ.. بل يخدع نفسه. وان اسرف في حسن الظن -انه من السهل مواجهتهم ومطاردتهم .. والقضاء عليهم! المتسولون في شوارعنا.. هل هم ظاهرة بلا حل؟!.. سؤال يتردد باستمرار علي ألسنة الجميع.. واحياناً يسأل المتخصصون والباحثون واساتذة علم الاجتماع: هل تنجح مصر في مكافحة ظاهرة التسول؟! وكأنها ظاهرة اجرامية يجب القضاء عليها! بالفعل..! يري البعض ان التسول جريمة.. والمتسولين مجرمين وهناك من يبالغ في القول بأن التسول في مصر هو شبكة من الجريمة المنظمة -رغم ان معظم المتسولين احترف هذه الظاهرة الاجتماعية بهدف واحد.. هو ان يستدر عطف الاخرين ليحصل علي مايجود به أهل الخير.. مستغلين في ذلك حيلاً كثيرة.. اما بادعاء العاهة أو ارتداء الملابس البالية.. المتسخة!
وهناك من يتسول باسم الدين ! كثيرون منا يري هذا المشهد الذي يتكرر في اليوم الواحد عدة مرات.. حينما يصعد شابان اتوبيس نقل عام.. يعلو الحزن والجدية وجهيهما.. يمسك احدهما بشنطة سوداء ثم يصبح في ارجاء الاتوبيس لافتاً نظر الجميع لما يقوله: »بان يساهم كل الركاب في تغسيله وشراء كفن لامرأة كبيرة السن -او حتي صغيرة- توفيت في التو واللحظة وليس لها أحد في هذه الدنيا«!.. وبعد ان يخرج الناس ما في جيوبهم مما تيسر لهم من جنيهات قليلة يغادر الشابان الاتوبيس -بعد ان تعلقا بغيره!
وهناك المحتال الذي يتخذ من بيع السلع التافهة وسيلته للتسول وهؤلاء نراهم عند اشارات المرور يمرون بين السيارات فارضين بضاعتهم علي قائدي السيارات.. احيانا