اعتادت الاستيقاظ يوميا علي ابتسامته الصافية ولمساته الحانية.. لتتذكر انها باتت ليلتها وهي أسعد انسانة علي وجه الأرض.. وستعيش يومها لتستكمل احلامها علي ارض الواقع بجوار حبيبها الذي ظلت خمس سنوات كاملة تنتظر تتويج ارتباطهما بالزواج والأبناء.. ولكن مرت ايام قليلة علي زواجهما.. ثم انقلبت حياتها رأسا علي عقب.. فاصبحت تستيقظ علي صورته فقط.. هي كل ما تبقي لها منه بعد سفره الي مسقط رأسه.. لتبدأ المفاجآت والمآسي التي انهالت علي رأسها بلا رحمة.. جوانا كيتينكايا -42 عاما- فتاة انجليزية اصبحت احدي بطلات المآسي علي صفحات المجلات البريطانية بعد قصة حبها التي حسدها عليها كل من يعرفها وتمنوا ان يكونوا احد ابطال تلك القصة الرابعة.. تعرفت بطلة القصة علي شاب تركي يدعي هاكان- 72 عاما- منذ لقائهما الأول تلاقت اعينهما ولم ينطفيء بريقها حتي انتهي اللقاء. كل منهما شعر بالانجذاب والاعجاب منذ النظرة الأولي وتواعدا علي الصداقة التي استمرت عامين ازداد خلالهما حبهما يوما بعد يوم.. لم يفاتحها هاكان في امر حبه الي حين دعوتها لزيارة تركيا والتعرف الي اسرته تبعا لتقاليده وبالفعل فوجئت بدعوته للسفر منذ عامين.. الابتسامة والسعادة كانا في استقبالها طوال الوقت.. شعرت بالدفء الذي افتقدته طوال حياتها وبالرغم من اختلاف الثقافات والعادات الا انها تخطت تلك العقبة بذكائها ودراستها للمجتمعات المختلفة. انتهت الرحلة وعادت جوانا الي لندن لتفاجأ بعرض هاكان بالزواج منها وتعرف الي والدها الذي عارض الامر في البداية ثم وافق علي مضض بعد الحاح ابنته.. فوجيء الحبيبان بطلب هاكان للخدمة العسكرية بتركيا وهو الأمر الذي تسبب في تأجيل الزواج عاما اخر علي الأقل.. وتحملت جوانا غيابه عاما كاملا لم تره خلالها الا يومين فقط في تركيا لرؤيته اثناء احدي الاجازات القصيرة.. انتهت فترة الخدمة العسكرية وعاد هاكان الي لندن مرة اخري لتبدأ الاستعدادات للزواج.. اتفقا علي اقامة حفل بسيط في لندن واقامة حفل الزفاف في اسطنبول تبعا للتقاليد التركية وطلبت منه قضاء شهر العسل في مكان ميلاده. انتهي حفل الزواج لتبدأ السعادة ترافقهما طوال الوقت.. لم ينفصلا عن بعضهما لمدة اسبوعين كاملين كانت اطول فترة يقضيها الحبيبان سويا.. واتفقا علي العودة الي لندن مرة اخري للعودة الي حياتهما العملية.. رفضت السلطات تأشيرة الزوج بسبب انتهاء الفيزا فعادت جوانا بمفردها علي وعد باللقاء بعد ايام قليلة. مر يومان فقط حتي تلقت العروس اتصال تليفوني من شقيقة هاكان.. فوجئت بصراخها وبكائها الحاد وهي تقول لها انها فقدت هاكان الي الابد بعد قتله.. انتهت المكالمة وتسارعت دقات قلبها التي دفعلت دموعها لتسيل بلا توقف.. حجزت في اول طائرة لاسطنبول.. ذهبت وتمنت ان يكون حبيبها بين الحياة والموت بدلا من كونه قتيلا.. تمنت ان تكون الحياة مرافقة له حتي وان كان راقدا بلا حراك.. تمنت ان تستمع الي دقات قلبه مرة اخري.. ولكن كل هذه كانت احلام انتهت علي كابوس فهو في نعشه ولن تراه مرة اخري.. تساءلت عن أسباب الحادث وهي في حالة انهيار تام.. علمنت انه حادث ثأر لم تفهم سببه او معناه.. ولكن علمت انه ضحية خلاف بين عائلتين لم يكن طرفا فيه وانما كان أفضل ابناء العائلة وبدأت التحقيقات بعد انتهاء اسعد ايام حيات