جميعهم يعشقون الظلام، فهو الملاذ الآمن لهم، لا يصغون إلى صوت الضمير، بعد ثُقلت آذانهم وغرقت في ضجيج الطمع والجشع...، ظنوا وهمًا وزورًا وبهتانًا أنهم قادرون على إخفاء جريمتهم في سابع أرض، وزاد تضليلهم حتى توهموا بأنهم بأمكانهم لا سرقة جمل فقط، وإنما سرقة جبل ووطن، فكانت النهاية طبيعية ومنطقية – حتى وإن تأخرت قليلاً - على أيدي حراس القانون والمال العام. فما أجمل أن تعيش في بلد لا يفرق بين لص وآخر، فالجميع تحت مقصلة القانون والمحاكمات العادلة سواء...، القضية رقم "1641" لسنة 2018، جنايات المعادي، والمقيدة برقم "95"، جنايات أموال عامة عليا، لم تكن مجرد قضية فساد عادية، لسببين؛ الأول: لضخامة المبالغ المختلسة أو المستولي عليها، وصلت إلى ما يقارب المليار دولار من أموال الشركة التي يعملون بها، وتحويلها إلى خارج البلاد بإحدي جزر غرب البحر الكاريبين السبب الثاني: لشخصيات المتهمين، أحدهم وهو المتهم الأول؛ نجل كاتب صحفي شهير، ورئيس تحرير جريدة يومية تتبع مؤسسة قومية كبرى خلال فترة التسعينات. ماذا تحمل أوراق التحقيق مع المتهمين الثلاثة؟! إليكم الإجابة...، لست أنا ولا أنتم أيها الشرفاء في هذا البلد الأمين الذين اختلسنا المال العام، وقمنا بتهريبه إلى الخارج، بل هؤلاء الثلاثة، وكما جاء في أوراق القضية رقم "95" جنايات أموال عامة عليا، بعدما تم التحقيق فيها بكل دقة ونزاهة وسرية تحت إشراف المستشار محمد البرلسي المحامي العام الأول لنيابة الأموال العامة العليا، المتهم الأول "م.م.أ" خمسيني العمر، يعمل نائب رئيس مجلس إدارة والعضو المنتدبلشركة "أوشن للطاقة – موج ااطاقة حاليًا" للطاقة الشمسية، ومقيم بحي الزمالك، المتهم الثاني "م.ف.ح" يقترب عمره من الستين مالك ومدير شركة "MH" للتوريدات المحدودة، ومقيم بالدقي، المتهم الثالث "ع.خ.ع" على مشارف السبعين، رئيس مجلس إدارة شركة "آير جو ايحيبت" ومقيم بالإسكندرية حي محرم بك، والمتهمين الثلاثة محبوسين. ماذا فعلوا...؟! ... ثبت من التحقيقات أن المتهمين الأول والثاني بصفتهما موظفين عموميين؛ الأول نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة أوشن للطاقة والثاني المدير المالي للشركة، والتي يساهم فيها البنك التجاري الدولي الذي تعد أمواله، أمولاً عامة؛ اختلسا أموالاً وجدت في حيازتهما بسبب وظيفتهما، بأن اختلسا مبلغ 18 مليون 585 و 943 ألف دولار، بأن استغلا موقعهما الوظيفي بالشركة جهة عملهما، وكونهما صاحبا الحق في التعامل باسمها، وعلى حساباتها البنكية؛ فأسسا خفية شركة خارج البلاد بجزر "الكايمان" – وهي لمن لا يعرفها إقليم ما وراء البحار البريطانية تقع في غرب البحر الكاريبي، وتتألف من جزر كايمان العظمى وكايمان براك وكايمان الصغرى، وتعتبر الجزر مركزا استثماريًا قليل الضرائب، وإحدى المقاصد السياحية البارزة في العالم لأجل الغوص تحت الماء– وجعلاها تابعة للشركة جهة عملهما بقصد استخدام حسابها كحساب وسيط في اختلاس أموال الشركة جهة عملهما، دون إثبات ذلك في دفاترها وسجلاتها، وقاما بإجراء تحويلات بنكية من حسابت الشركة التي يعملان بها إلى حسابات تلك الشركة. ليس هذا فقط...! بل اختلس المتهم الأول لنفسه منها مبلغ 9.5 ملايين دولار تقريبًا واستولى عليها لنفسه، كما قام المتهم الثاني بتحويل مبلغ 9 ملايين دولار تقريبًا لحساب شركته "MH" للتجارة والتوريدات المحدودة المملوكة له ببنوك بنك قطر الوطني بالقاهرة والدوحة وبنك عودة بالقاهرة، علمًا بأنه أسس شركته بالدوحة خصيصًا ليتخذها ستارًا لتحويل الأموال إلى حساباته لإضفاء المسؤولية عليها، فقام بتحويل مبلغ 4 ملايين و 272 ألف و500 دولار، فضلاً عن قيامه بتحويل عدة مبالغ لحسابه الشخصي ببنك قطر الوطني بالدوحة بنفس المبلغ تقريبًا، واسفرت التحريات عن قيام المعروض ضدهما بغسل الأموال حصيلة نشاطهما الإجرامي. ... وتتواصل تحقيقات نيابة الأموال العامة العليا لكشف تفاصيل القضية المعروفة باسم "فساد المليار دولار". ثبت من سؤال تامر مصطفى راغب نائب رئيس مجلس إدارة شركة "تراى أوشن" للطاقة للشئون المالية والإدارية والوقائع التى استخلصت من الأوراق أنها شركة مساهمة مصرية خاصة يساهم المال العام بنصيب فى رأسمالها و شهد فى التحقيقات من أنه على إثر مراجعة حسابات الشركة تبين أنه خلال الفترة من فبراير 2012 وحتى سبتمبر 2012، قيام المتهمين بتحويل مبلغ 18 مليون دولار من حسابات الشركة لدى بنك قطر الوطنى - فرع الدوحة و بنك المشرق فرع دبى والبنك العربى الإفريقى فرع دبي و بنك مصر فرع دبي إلى ثلاث جهات دون وجه حق ودون وجود أى تعاملات فيما بينهم، وذلك على النحو التالى : أولا تحويل مبلغ9.5ملايين دولار من حسابات شركة. Osc. المملوكة لشركة تراى أوشن للحسابات الشخصية للمدعو م. م . أ ثانيا تحويل مبلغ 4 ملايين و553 و443دولار إلى الحسابات الشخصية للمدعو م. ف. ح لبيب المدير المالي لشركة تراى أوشن للشئون المالية ومدير عام شركة ocs. ثالثا تحويل مبلغ 4 و532 و500 دولار إلى حسابات شركة mhللتجارة والهوائيات المحدودة المملوكة ل م. ف. ح. كما تقدم محمد حلمي مدير إدارة القضايا بالبنك التجاري الدولى بمستندات تؤكد أن البنك مساهم بنسبة 15% من مال شركة ترايأوشن للطاقة، وبرجوع البنك للمكتب الاستشاري المراجع لحسابات الشركة تبين قيام المشكو فى حقهما بالاستيلاء على أموال تلك الشركة بحوالى مبلغ 950 مليون دولار خلال الفترة من25/5/2011 حتى29/10/2015 وذلك على النحو التالى : التلاعب فى حسابات الشركة وذلك بحذف إيداعات بنكية تخص الشركة من حسابات البنوك وتحويلها لحسابات بنكية خاصة بالمتهمين لبنوك قطرية قدرت بمبلغ 962 ألف و240 و861 دولار، وحذف رصيدها ببنك قطر الوطنى المقدر بمبلغ مليون و148 و176 يورور وحذف مقدار استثمارات الشركة فى شركة اوبل كونسنتج سرفيس وحذف كافة المعاملات المالية التى تخص الشركة، وقدم تقرير خبير استشاري متضمنا جميع كشوف الحسابات الثابت بها قيام المتهمين بتحويل المبالغ المشار إليها من حسابات شركةتراى أوشن دون أن يكون لهذه التحويلات أي صدى بميزانيات الشركة. ... المتهم الثالث، اشترك مع المتهمين الأول والثاني في ارتكاب الجريمة محل التهمة السابقة بطريقي الاتفاق والمساعدة، وذلك بأن اتفق معهما على ارتكابها وساعدهما بأن أمدهما بأرقام الحسابات البنكية للشركتين المملوكتين له وأرقام الحسابات البنكية لبعض الأشخاص والشركات حسني النية خارج البلاد والذين يرتبطون معه بعلاقات تجارية، فاستغل المتهمان الأول والثاني موقعهما الوظيفي وقاما بإجراء تحويلات بنكية للمبالغ المالية المملوكة للشركة جهة عملهما بدون وجه حق إلى حساب المتهم الثالث وحسابات الشركات والأفراد سالفة البيان والتي بلغ مقدارها الإجمالي 163 مليون و395 و170 دولار، ومبلغ 5 ملايين و 400 ألف يورو، بقصد اختلاسها لأنفسهما فتمت الجريمة بناءًا على هذا الاتفاق وتلك المساعدة على النحو المبين بالتحقيقات. ... وفي النهاية...، أمر النائب العام المستشار نبيل صادق بإحالة المتهمين فى القضية المعروفة إعلاميا ب"فساد المليار دولار" إلى محكمة الجنايات لاتهامهم باختلاس نحو مليار دولار من أموال شركة "تراى أوشن للبترول" وتحويلهاإلى جزر الكايمانوالدوحة ودول أخرى.