واقعة مثيرة، المتهم فيها ارتكب جريمة، تدخل ضمن لوغاريتمات الحياة التي نعيشها، لا يمكن فك طلاسمها إلا عن طريق شفرة الجريمة، وخاصة أن سبب الجريمة يعد تافها، عامل مسجد أوصل سلك كهربائي للكولدير أمام المسجد الذي يعمل فيه، لمنع لص اعتاد سرقة الأكواب التي توضع أمام الكولدير من سرقتها وصعقه، ولكن لم يأت اللص وجاء شاب من بلده ليعمل في سايبر نت من أجل الإنفاق على أسرته وفور لمسه للكولدير المحاط بالماء صعقه التيار الكهربائي وسقط فاقدا للنطق، وعندما حاول الأهالى إبلاغ النجدة والإسعاف كان قد فارق الحياة، فى حادث غريب ومثير. وكأنه كمين نصبه عامل المسجد، للص الأكواب الموضوعة على أحد الكولديرات فى الحي الشعبي بمنطقة المطرية، كي يصطاده ويوقع به ثم يسلمه للشرطة، هكذا أخذه تفكيره إلى هذه الحيلة الشيطانية التي يجب أن يتهم مرتكبها بالغباء، أعد عبدالعليم أحمد، العامل "الفخ" بعد صلاة الفجر، وانتظر بعد ذلك لسماع صوت اللص، لكنه لم يمر فى هذه الليلة، ربما قد تكون آتته ظروف، لكن فى النهاية لم يمر، تناسى العامل، سلك الكهرباء الذي قام بتوصيلة بالكولدير، ذهب لمنزله، غرق فى نوم عميق. أول الضحايا فى الصباح الباكر جاءت الطفلة الصغيرة منى، لتملأ زجاجة المياه كما اعتادت بالماء البارد من الكولدير، فصعقها الكولدير وصرخت الطفلة صرخات دوت فى المكان والتم الناس حولها، وكانت تتألم من شدة التيار الكهربائي وخاصة أن الماء كان يلمس أجزاء من أطراف الكولدير، وتم إجراء الإسعافات لها، وأنقذتها العناية الإلهية، ولم تصب بأي ضرر. بعد هذا الحادث قام الأهالي بفصل الكهرباء عن الكولدير، وتم إسعاف الطفلة التى لم تتعد الست سنوات، وهدأت الأجواء، وجاء عبدالعليم، إلى المسجد ليقوم بعمله، لم يعلم بواقعة الطفلة ما جرى لها، فقط هو اكتشف عدم وجود الكوب فى مكانه، غضب، وبدأ يشتكي من حوادث السرقة للجيران ولكن كانوا لا يعلمون بحادث الطفلة، ومر الوقت وهدأت الأجواء، ولم يعلم عامل المسجد بحادث الطفلة، فعاد لممارسة أفعاله الغريبة، وقام بتوصيل سلك كهربائي للكولدير، أثناء تلك الفترة، كان يمر الشاب معاذ.ج، فى شارع الكوبري الجديد، كانت عيناه تجوب الشوارع، ينتظر خروج المدارس، لأن أطفال كثيرين يقومون بالذهاب معه إلى الكمبيوتر، وفور لمسه للكولدير فارق الشاب الحياة، بعد ان تعرض للصعق حينما حمل كوب للشرب لتكون شربة الماء الأخيرة وبعدها فارق الحياة بسب عامل المسجد لم يفكر للحظة أن يكون سبب فعله هو نهاية شاب. قتيل العطش سقط الشاب معاذ، جسده ارتعش، الماء يحيط به من جميع الجوانب، أصدقائه وأهل منطقته يهرولون ناحيته، الشاب فى عالم أخر، الجميع يخشى أن يتجه ناحيته، حتى جاءت فكرة لأحد المارة أن يفصل الكهرباء عن "الكولدير"، بعد أن تيقنوا أن سبب سقوط الشاب تعرضه للصعق عن طريق الكولدير، الدموع تنهمر من أعين الشباب والنساء الذين شاهدوا الشاب، بعضهم يضرب يد بيد،اتصلوا بالإسعاف لكن روحه كانت قد فارقت الحياة، أصدقاؤه إلى الآن يتحاكون بأخلاق هذا الشاب صاحب السمعة الحسنة، الذي جاء من محافظة الفيوم تاركا أسرته، بعد أن جاء للعاصمة للعمل كي ينفق على أسرته، وبعد فحص "الكولدير" علم الجميع أن سبب صعقه هو عامل المسجد، الذي وصل سلك كهربائي من المسجد لمنع سرقة كوب الكولدير نظرا لمدوامة لص سرقتها، وعليه قام بفعلته، كما طالب بعض أهالى منطقته بمعاقبته أشد عقاب نظرا لارتكابه هذا الجرم الخطير الذي كادت طفلة أن تدفع ثمنه حياتها، ولكن إرادة الله أحالت دون حدوث هذا، ولكن دفع الشاب الثمن حياته. وتلقى العميد أشرف عبدالعزيز، مأمور قسم شرطة المطرية، بلاغا من الأهالي، بالعثور على جثة شاب، يعمل فى سايبر، عمره 22عاما، مصرعه، أمام مسجد بأحد شوارع المطرية، وبالفحص تبين أنه يرتدي ملابسه كاملة وبحوزته جميع متعلقاته، وتم الكشف الطبي عليه من قبل مفتش الصحة، واتضح وفاته نتيجة صعقه بالكهرباء، وأمر اللواء محمد منصور، مدير أمن القاهرة، بإحالته إلى النيابة التى تولت التحقيق.