القرية الهادئة شهدت تردد بعض اليهود عليها في سرية تامة لبحث مدي إمكانية تنظيم رحلات لزيارة الضريح هذا العام بشكل غير معلن و في نطاق ضيق خشية من التيارات الدينية التي اعتلت الحكم في مصر التحركات السرية يشرف عليها السيد »ب 0 ج 0 و« وهو شخصية أمريكية تنتمي لعائلة يهودية ويعمل في الخارجية الأمريكية وهو أحد الذين يحرصون علي زيارة الضريح و تنظيم رحلات يهودية لزيارته. العام الماضي كانت شرارة ثورة يناير لا تزال نيرانها مشتعلة وبذلك كانت التقارير الأمنية تشير لخطورة استقبال اليهود للاحتفال بمولد أبو حصيرة وبرغم الدعاوي القضائية الكثيرة بإلغاء الاحتفال إلا أن النظام السابق وتحديدا فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق كان يساند حق اليهود في الاحتفال وزيارة الضريح. في البداية يؤكد مصطفي رسلان المحامي بالنقض وأحد الذين تصدوا بشدة لحضور اليهود للقرية إن هناك تخوفا هذا العام من قيام بعض الشركات السياحية بتنظيم رحلات لقرية دمتيوه للاحتفال بالمولد بالرغم من الغضب الشديد لأهالي دمنهور لرؤية أي يهودي علي أرضهم ويبرر رسلان تخوفه كرد فعل علي شكل التصريحات الهادئة بين النظام الحالي وبين إسرائيل ومن هذا المنطلق يمكن التوسط لإقامة الاحتفال ويشير لهذا ما قام به مسئول أمريكي بزيارة لمحافظة البحيرة وهو ما فسره بعض المراقبين بمحاولة الضفط والتلميح بإمكانية حضور بعض الجاليات اليهودية لزيارة ضريح أبو حصيرة و الذي اعتادوا كل عام الاحتفال بمولده من هو أبو حصيرة ؟ بعيداً عن تصريحات رسلان : مولد أبو حصيرة الذي يقام في 26 ديسمبر حتي 2 يناير من كل عام هو احتفالية بمولد حاخام يهودي في قرية دمتيوه التابعة لدمنهور والاحتفالية يأتي إليها كل سنة حوالي ثلاثة آلاف سائح يهودي من إسرائيل والدول الغربية وطقوسها فيها كثير من المجون و الهيستيريا مثل احتساء الخمر وارتكاب الموبقات و الأفعال الشاذة وتدور حول حاخام يهودي يُدعي أبو حصيرة وهو يعقوب بن مسعود و هو من أصل مغربي عاش في القرن التاسع عشر و ينتمي لعائلة يهودية كبيرة تدعي الباز و هاجر بعض أفرادها لمصر ودول أخري وبقي بعضهم في المغرب ويشير البعض أن يعقوب بن مسعود الملقب بأبو حصيرة ولد جنوب المغرب ويشير البعض انه صاحب كرامات و استقل مركباً لزيارة الأماكن المقدسة اليهودية في فلسطين إلا أن المركب غرقت في عرض البحر المتوسط، فما كان من الحاخام صاحب الكرامات إلا أن افترش حصيرته فوق مياه البحر لتبحر به إلي سوريا ومنها إلي القدس وبعدها حملته هذه الحصيرة إلي مدينة الإسكندرية. وهناك راقت له الإقامة في شمال مصر، فاستقر في قرية دمتيوه. وعمل اسكافيا (جزمجي) حتي توفي فوق حصيرته ودفن في ضريحه الحالي. وكانت محكمة القضاء الإداري قد قضت عام 2001 أن ضريح أبو حصيرة والمقابر اليهودية المحيطة به ليست من الآثار التاريخية و قضت بمنع نقل رفاته خارج مصر كما قضت أيضاً بمنع إقامة الاحتفالية. ويُذكر أن هذا الحضور الجماعي لليهود قد بدأ فقط بعد توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل وقد تنبأ الرئيس الراحل أنور السادات بخطوات اليهود في هذا الموضوع، فكشفت مذكرات علي السمان التي نشرها أخيراً أن أنور السادات طلب منه متابعة موضوع فتح ضريح أبو حصيرة لزيارات اليهود مع محافظ البحيرة، ولكنه قال له : بس خد بالك عشان ما يحولوش المقبرة إلي مستعمرة أو مستوطنة و يطلبوا شراء أراضي حول الضريح ابوحصيرة مسلم! هذه الرواية يرفضها تماما المحامي مصطفي رسلان احد أبناء القرية الشهيرة و في دعواه التي أقامها بإلغاء الاحتفال بالمولد فجر مفاجأة و يقول : أبو حصيرة هو مسلم مغربي و ليس يهودياُ عاش في مراكش باسم محمد بن يوسف بن يعقوب الصاني وكان يعمل في إصلاح الأحذية وكان زاهداً أتم سبع حجات إلي الكعبة وكان ينوي الذهاب إلي بيت المقدس ليصلي هناك لولا أن وافته المنية -- و سُمي أبو حصيرة لأنه لم يكن يملك من حطام الدنيا إلا حصيرة ينام عليها زُهداً وكان الناس يعتقدون صلاحه، ولما مات استغل أحد تجار القطن اليهود موته ودفنه في مقابر اليهود لأنه كان يحبه علي المستوي الشخصي -- وساعده علي ذلك أن جنسية الرجل كانت غامضة . بل هناك بعض المغاربة يؤكدون بالوثائق الثابتة أن محمد بن يعقوب الشهير بأبو حصيرة يمتد نسبه إلي طارق ابن زياد فاتح الأندلس ويضيف رسلان : الخريطة المساحية لمدينة دمنهور عام 1910 والتي ظهر عليها قبر أبوحصير للمرة الأولي وقبل ذلك لم يكن له وجود في الخرائط المساحية السابقة فكيف عاش صالحهم المزعوم ودفن بها منذ مائة عام وطبقاً لقانون الجبانات فإن الجبانة تعد لا وجود لها إذا مرت 10 سنوات دون دفن الموتي بها- ويستكمل : ابداً كانوا يعلمون انه مسلم مائه في المائة -------------------------------- ؟ النظام السابق كان يشجع اختلاط المصريين باليهود و كان وزير الثقافة في حكومة المخلوع يساند احتفال اليهود بأبو حصيرة و تم عمل كوبري مخصوص من مدخل دمنهور إلي الضريح لتأمين دخول وخروج الأفواج السياحية الأسرائيلة إلي ضريح أبو حصيرة دون الحاجة إلي مرور هذه الأفواج من وسط مدينة دمنهور وهو الجسر الذي يسمي الآن بجسر أبو حصيرة لكن الشئ الذي تصدينا له هو قيام الحكومة الإسرائيلية بتقديم طلب لحكومة المخلوع لشراء الأراضي المحيطة بالضريح لبناء فندق سياحي كبير إلا أن الأهالي رفضوا بيع أراضيهم برغم المبالغ الكبيرة التي عرضوها وهذا موقف مشرف للمصريين --------------------------- ؟ مراسم الاحتفالات تبدأ بحضور اليهود للضريح و نحر الذبائح بطريقة مخالفة للشريعة الإسلامية و تقديمها كبركة كما يعتقدون للضريح و في هذا عودة لعبادة الأصنام في عهد الجاهلية الأولي -- ثم إضاءة الشموع مع موسيقي الجاز والرقص العشوائي من الرجال والنساء طوال الليل والنهار بملابس خليعة جدا و أحيانا بدون ملابس واحتساء الخمور والسجائر المحشية بالمخدرات وأثناء تبادل الرقصات يتم خلع الملابس كاملة و الإتيان بالأفعال الفاضحة و الشاذة ------------------------- ؟ أنا أقمت عدة دعاوي قضائية ضد قرار وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني باعتبار إن أبو حصيرة من الآثار الإسلامية و القبطية و في حكم تاريخي أكدت المحكمة الإدارية العليا بالإسكندرية أن اليهود الذين وفدوا إلي مصر لم يتركوا بها أي حضارة تُذكر وكانوا يعيشون في الخيام ويقومون بتربية الأغنام ولم يتركوا أي قيمة تحسب لهم في العصر الفرعوني. وان قبر أبو حصيرة ما هو إلا قبر رجل عادي من عامة الناس لا يمثل أي قيمة دينية أو حضارية أو ثقافية و شددت علي انه يجب علي وزارة الثقافة سحب قرارها باعتبار قبر أبو حصيرة من الآثار الإسلامية والقبطية حتي يصوب هذا الخطأ أمام الأجيال القادمة -- وأضافت المحكمة أن ما يقوم اليهود به أثناء احتفالاتهم يتعارض مع تعاليم الشعائر الدينية والآداب العامة الأمر الذي يشكل إيذاء لشعور أهالي القرية وأهالي المحافظة وينتهك حرماتهم في وضح النهار. و تبقي كلمة : وسط حالة الجدل علي شخصية و جنسية أبو حصيرة : هل يخرج علينا أحد علماء التاريخ ليؤكد الشخصية الحقيقية لابو حصيرة ولماذا يتم الاحتفال به؟ وهل هو يهودي حقاً أم مسلم كما يؤكد البعض ؟و لماذا دُفن في قرية دمتيوه ؟ بعيدا عما يُروي بنجاته من الغرق و تعلقه بحصيرة ليصل إلي دمنهور و بالتحديد قرية دمتيوه