بعد هزيمته وفقد جيشه باندساس الخونة بينهم، فر السلطان "طومان باي" إلى محافظة البحيرة ورسى في بلدة "البوطة" ليحتمى عند الشيخ "حسن بن مرعى"، وبعد أن أقسم له على أن يحميه وألاّ يخونه، إلا أن الأخير غدر به وسلمه إلى العثمانيين، وينسب المؤرخون أن"طومان باى" كتب قصيدة شعر من مائة بيت ألقاها أمام الهرم الأكبر يروى فيها قصة حربه مع سليم الأول، جاء فيها: "دموع العين فاضت من مآق.. وقلبى ذاب من كثر احتراق.. فلا نارى طفاها دمع عينى.. ولا دمعى يفيض من اختناق.. وبى أسف على أسف حزن.. وهم فوق هم واشتياق.. على زمن تقضى فى نعيم.. بمصر والعلا والعز راق". ويصف المؤرخ ابن أياس الموكب الأخير ل"طومان باى" كما نجده فى كتاب "طومان باى- السلطان الشهيد" للدكتور عماد أبو غازى، حيث انتهى الموكب عند باب زويلة بالدرب الأحمر، بعد أن شق شوارع القاهرة من الشرق إلى الغرب، وهو يسلم على أهل القاهرة المصطفين على جانبى الطريق، ولم يعلم "طومان باى" أنه سوف يُشنق إلا عندما وصل إليه، فوقف على قدميه وقال للناس من حوله: "اقرأوا سورة الفاتحة ثلاث مرات"، وقرأ الناس معه، ثم قال للمشاعلى: "اعمل شغلك". وكما يذكر الكاتب الصحفي سعيد الشحات في موسوعته " ذات يوم"؛ فى قصة مقاومة "طومان باى" للعثمانيين، وأسره وإعدامه، نضع أيدينا على هؤلاء الذين يختارون "شرف الحياة"، فتبقى سيرتهم العطرة مدى الحياة كرمز للمقاومة، وفى دراما نهاية "طومان باى" على سبيل المثال، يتحدث المؤرخون أن السبب الذى أدى ب سلطان الاتراك الغزاة إلى إعدامه هو عدم تصديق المصريين للقبض عليه، لأنهم تعلقوا به كرمز لمقاومة العثمانيين، وكان ذلك أيضا فى إبقاء "سليم الأول" لجثته معلقة على باب زويلة لمدة ثلاثة أيام حتى جافت رائحته، وفى اليوم الثالث أنزلوه وأحضروا له تابوتا، وتوجهوا به إلى مدرسة السلطان الغورى، حيث غسل وكفن وصلى عليه، ثم دفن فى حوش خلف قبة الغورى، وغسله وكفنه وصلى عليه القاضى "أصيل الطويل" حسب وصية "طومان باى"، والمثير فى هذه الدراما أن الكفن كان من ثياب أرسلها له قاتله السلطان "سليم الأول!