أسرة الضحية: كان متفوقا وخلوقا .. والجناة لم يرحموه ليست الجريمة الأولى التي يتم فيها استغلال مواقع التسوق الإلكتروني، ويبدو انها أصبحت وسيلة سهلة لاستدراج الضحايا والاستيلاء على أموالهم وأرواحهم أيضا اذا لزم الأمر. الضحية هذه المرة طالب هندسة، خطف عينيه إعلان على صفحة موقع تسوق شهير على عن بيع لاب توب بأقل من ثمنه ، ولأنه يحتاجه فى دراسته، عرض شرائه، ولم يكن يعلم أنه كمين خبيث لاستدراجه وسرقته. التفاصيل في السطور التالية طالب بكلية الهندسة، محبوب بين زملائه، لديه شغف بعالم التكنولوجيا، وكان يتصفح الفيس بوك كالعادة ، فوقعت عيناه على موقع أولكس "للتسوق الإلكتروني"، وشاهد جهاز لاب توب، معروض للبيع بأقل من ثمنه مئات الجنيهات، فقام بالتعليق على الإعلان، وأبدى رغبته فى شراء الجهاز، ولم يكن يعلم أن هذا كمين لسرقته ولهف أمواله. حدد أصحاب الإعلان موعدا للتقابل لشراء جهاز اللاب توب، وارتدى طالب الهندس ملابسه، وطلب مبلغا ماليا من أمه لاستكمال المبلغ المطلوب لشراء اللاب توب المعروض على موقع التسوق الإلكتروني، والذي يحتاجه فى دراسته بالكلية، وبالفعل اتفق مع البائع على اللقاء فى مساكن شيراتون، وحينما وصل إلى المكان فوجئ أنهم 3 أشخاص، اقترب منهم، كانت نظراتهم تتفحصه، بصوت هادئ طلب منه أحدهم أن يخرج الأموال التى معه حتى يعطوه اللاب توب المتفق على بيعه، وبكلمات مشوبة بالحذر طلب منه رؤية الجهاز لفحصه، فبدأوا يحيطون به من جميع الاتجاهات، وأخرج كل منهم سلاح أبيض من طيات ملابسه، وعلى وجههم ابتسامة شيطانية، لوح له شاب منهم أن يخرج الأموال التي معه، ولكن محمد رفض، وحاول الهرب فأمسكوا به، وقاومهم، وفى هذه اللحظة دخل الشاب إحدى الحدائق بمساكن الشيراتون، محاولا الهرب، لكنهم لاحقوه، حتى أوقعوه على الأرض، لكن محمد وقف وضربهم، وهنا طعنه أحدهم فى جانبه الأيسر، وظلوا يضربوه حتى فارق الحياة ثم لهفوا أمواله وهربوا. بلاغ ظلت الأم تنتظر ابنها الوحيد، والقلق يسيطر عليها، وبعد مرور بعض الوقت، اتصلت به لكنها وجدت تليفونه مغلقا ، وبدأ القلق يسيطر عليها خوفا على ابنها الوحيد، ومر اليوم ولم يعد ابنها الوحيد، فاتجهت لقسم شرطة القناطر الخيرية وحررت محضرا بغيابه، وفي أثناء ذلك، كان المقدم محمد مكاوي، رئيس مباحث النزهة، يتلقى بلاغا من الأهالي بالعثور على جثة لشاب فى الشارع وبه عدة طعنات، على الفور أمر اللواء خالد عبدالعال مدير أمن القاهرة، اللواء محمد منصور، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، بتشكيل فريق بحث، بقيادة العميد أيمن صلاح، مفتش المباحث، لكشف غموض الحادث. بدأ رجال المباحث يربطون بين بلاغ الغياب في منشاة القناطر، وبين العثور على جثة طالب الهندسة، وتم تتبع تليفونه واستخدام أحدث الأنظمة الحديثة فى كشف غموض الجريمة، وتم التوصل إلى المتهمين وضبط اثنين منهم ، وهما أحمد.م.م، 18 سنة، طالب، وحسين.ع.م، 18 سنة، طالب، وبمواجهتهما اعترفا بارتكاب الواقعة لسرقته بعد إعداد كمين له، وجارى ضبط المتهم الهارب. قال المتهمان فى اعترافاتهما أمام النيابة، لم نكن نقصد القتل، ولكن الشيطان أوقعنا فى شرور أعمالنا، راودتنا الفكرة حينما كنا نجلس أنا وحسين وصديقنا الثالث، على الفيس بوك، وشاهدنا أشخاص كثيرون يعرضون متعلقاتهم ومساكنهم للبيع، وبطريقة التهريج قلت لحسين أيه رأيك نعرض موبايلك ونرى ثمنه، لكن لمحت وجه حسين قد تحول، وعرض علينا فكرة أن نعرض لاب توب وهمي، ونلتقي بالضحية ونلهف منه الأموال بعد لقائه فى مكان هادئ وحدد المكان فى مساكن شيراتون، وبالفعل اتفقنا والتقينا به ولكنه قاومنا وهنا أخرجت السلاح الأبيض وطعنته ثم قام كل من المتهمين الأخرين بطعنه، ثم هربنا. التقط حسين، طرف الحديث، وقال، أردت المال فقط، وحينما حاولنا سرقته قاومنا فقتلناه وهربنا، وأردنا سرقته لشراء ملابس وتليفون محمول حديث والتنزه ولكن لم نكن نتخيل أن تتحول لجريمة قتل هكذا. تخوف مشروع "أخبار الحوادث" توجهت إلى منزل المجني عليه محمد أحمد عبد العزيز في شارع منشية فاضل بالقناطر الخيرية حيث كان يقيم مع والده ووالدته وشقيقته الصغرى . الحزن كان هو المسيطر على أهالي منطقته فمحمد كان من الشخصيات المحترمة المتدينة فهو لايترك فرض إلا ويصليه في الجامع المقابل لمنزلهم وكانت تعاملاته مع الجيران جيدة جدا كما قالوا لنا عند سؤالهم عن مكان منزل محمد أما الكلمة المشتركة للجميع فهو مطلبهم بالقصاص السريع من الجناة. ويقول والده والدموع تنهمر من عينيه إن ابنه كان من المتفوقين دراسيا ففي السنوات الثلاث التي قضاها في كلية الهندسة كان أحد أوائل كليته ويوم الحادث كان سيذهب لكي يحصل على منحة التفوق من الجامعة ولكن القدر كان له رأي آخر. ويضيف والد الضحية الموظف في هيئة البريد إن محمد لم يخبره عن شراء جهاز لاب توب جديد من ذلك الموقع الإلكتروني لإنه كان هدية من والدته فهى التي اعطته مبلغ 25 ألف جنيه لكي يذهب لشراء الجهاز لكن نصيبه أن تكون نهايته بهذه الطريقة ويطالب الأب في النهاية بالقصاص وأن يحصل الجناة على جزائهم العادل فمن قتل يقتل ولكن الأب يتخوف من سن القتلة لإن بعض وسائل الإعلام قالت إن بعض المتهمين طلبة وأقل من 18 عاما لذلك لن يحصلوا على الإعدام وهذا لن يشفي غليل أسرته الذين ظلوا طوال يوم كامل يبحثون في كل مكان حتى جاءت المكالمة القاتلة من أحد أقاربنا الذي يبحث في مساكن شيراتون حيث أخبرنا بضرورة الحضور إلى قسم النزهة ولكن لم يخبرنا بما حدث لمحمد وعندما وصلنا أخبرونا بأن محمد قد قتل. قتلوا فرحتي أما والدة محمد والتي كانت في حالة انهيار كامل فغبار المقابر لم يزل على ملابسها فهي كانت تحلم بأن يأتي اليوم الذي ستفرح به سواء في تخرجه أو في زواجه إلى الفتاة التي كان يريد الزواج منها فهو ابنها الوحيد وكانت سعادته بالنسبة لها الأهم في الحياة لذلك عندما نجح في العام الثالث على التوالي بامتياز أخبرته إنها ستحقق طلبه بالحصول على لاب توب جديد من النوع الذي يريد أن يعمل عليه خاصة إنه سيكون مهندس اتصالات وكان يريد نوع معين. وتتذكر الأم ودموعها تنزل كشلال منهمر تفاصيل ماحدث عندما جاء محمد ليخبرها بأنه وجد الجهاز الذي يريده على احد مواقع الانترنت بسعر 25 ألف جنيه كان المبلغ كبير لكنها لم تكسر بخاطره فباعت بعض الحلي الذهبي واعطته المبلغ الذي يريده ليحضر لها في نهاية اليوم جثة هامدة فبدلا من أن تفرح به مشيت في جنازته سؤال بدون إجابة ويضيف مصطفى نجل خال المجني عليه إنه عندما ذهب لقسم النزهة للبحث عنه ذهب معهم للحديقة التي وجد داخلها ورأى جثته ملقاه والدماء متجلطة بجانبه وكانت ملابسه ممزقة من ناحية البطن وبها آثار تمزيق كبير لذلك لايجب أن يتم الرأفة بهؤلاء المجرمين متسائلا لماذا ذهب محمد لذلك المكان المهجور في الأساس أم أن المجرمين قتلوه ثم ألقوه في ذلك المكان حتى يضللوا رجال المباحث .. اجابة هذا السؤال ستكشفها جهات التحقيق