لعنة التنقيب وبيع الآثار أصابت الكثيرين، كل ذلك بهدف الثراء السريع، عمليات التنقيب تتم في المنازل طمعًا في العثور على الآثار المتوهمة تحت الأرض بصرف النظر عن النتائج، والعجيب ظهور فئة يسمون أنفسهم جهات أو دكاترة مختصين بجانب الوسطاء الذين ينجحون في أن يجعلوا لعاب الواهمين يسيل بأن تحت بيوتهم كنوز كبيرة من الآثار الفرعونية، وأنهم قادرون على بيع وشراء أي شيء، ولكن الأغراب هو ما يزعمه البعض أنهم قادرون على بيعها بشكل علني عبر مواقع الانترنت وبرامج التواصل الاجتماعي، ولكنها كلها طرق للنصب لسلب الأموال والضحك على السذّج! جروبات وصفحات عديدة انتشرت خلال الفترة الأخيرة على مواقع الانترنت، تنشر صوراً وفيديوهات لقطع أثرية قديمة، بل وأصبحت تروج بشكل صريح عن بيع وشراء آثار ومقابر فرعونية! عدة كاهن! على سبيل المثال جروب مثل "نشترى الآثار الفرعونية وعدة كاهن وزئبق أحمر روحاني أو أسود روحاني، أو مضروب، بس يكون بيعدي الاختبارات اللي هنقولك عليها، بس شرط التصوير، وكمان نشترى أي مقبرة، بس يكون فيها رسم يبين مين صاحب المقبرة اللي تحت، وأهم حاجة فى كل ده المصداقية"، وبنخلص فى خلال 72 ساعة، أو جروب "الآثار الفرعونية بيع وشراء وتجاره الزئبق الأحمر" أو "تاجر أثار مضمون"، ويقوم فيها بعض الأعضاء بالاتفاق على أماكن اللقاء، مع شرط وجود خبير آثار للكشف على القطعة المراد بيعها والتحقق منها، بل يوجد من يعلن عن وجود قطع أثرية أو مقابر كاملة، ويبحث عن مشتري جاد لها، ونجد من يقول مفيش حد يخلص، فى أماكن مقفول، وواقف على الحفر. كما يعلن البعض عن حاجته لقطع أصلية، ليرد عليه الكثير من أعضاء الجروب أو الصفحة، بعرضهم لمبالغ خيالية تتجاوز ملاين الدولارات، ولكن الأغرب ان تلك الجروبات تضم حوالي أكثر من 16000عضو، كل شخص منهم يتداول عبر الجروب صور وفيديوهات بما يكتشفه من آثار ومقابر وتوابيت وزئبق وعدة كاهن ويريد أن يبعه، كل ذلك دون أدنى خوف من أي رقابة، كل ذلك بجانب المواقع العالمية المعروفة لتجارة الآثار مثل "غبريال فاندرفورت" الذي أنشأه سمسار أمريكي لبيع الآثار، بجانب موقع "ايباي". لا للشيوخ دخلنا إلى بعض الجروبات لنتحدث مع أحد الأعضاء، وادعيت وجود مقبرة فرعونية تحت منزلي وتمثال بحوزتي بنزلة السمان، فكان الحديث كالتالي. أنا: السلام عليكم ازيك، هو لو أنا وصلت لباب وردمت ثاني، في حد ممكن يشتري البيت على كده، ويشتغل هو براحته، ولا ايه؟! عضو الجروب: الكلام حضرتك انه لازم تصوير للباب وماحدش هيستلم منك غير لما يبقي الباب مكشوف. أنا: طيب حضرتك ممكن تكشف وتعرف. عضو الجروب: لا حضرتك أنت اللي بتكشف المكان واحنا بنستلم علي الباب. أنا: أيوه بس اعرف إن ممكن شيخ يكشف ويعرف اللي موجود تحت. عضو الجروب: لا مابنتعاملش مع شيوخ بنتعامل علمي أنا: طيب بردو اللي أعرفه أن ممكن جهاز يكشف وبتعرف بيه لو موجود حاجه، والمكان ان متأكد منه لان في كذا حد جيه وأكد بس مكنش بينفذ، بس في خير كتير أوي، والمكان في نزلة السمان. عضو الجروب: لازم تصوير للباب ولما بيتوافق عليه بيحددوا السعر وبتتحرك بفلوسك علي المكان ويعمل لقطه علي حسابه يعرف أن المكان مش منهوب. أنا: تمام، طيب لو في تماثل بس كبير شوية، ممكن تخلص فية عضو الجروب: قد اية أنا: تقريبا 150 سم، مش فاكر بظبط عضو الجروب: نخلص ياباشا، عندك تصوير ليه أنا: اجبلك التصوير سهلة، ولا عايز تصوير جديد،وأنت معاك حد تاجر ولا جهة معينه عضو الجروب: علي التصوير لو الحاجه سليمه هاجيبلك السعر واطلب بعد السعر تصوير بكود تيجي تشوف فلوسك ونتحرك بعد كدة، ومعايا 3 جهات أنا: تمام يا باشا،3 جهات مصرين ولا سفارات، وهبعتلك التصوير النهارده او بكره إن شاء الله عضو الجروب: مافيش سفارات بتشتري ياباشا اللي بيقولك كده بيضحك عليك السفارات بتعمل جواب للبعثات فقط لاغير أنا: امال اية الجهة دي ؟، وبعدين في كتير يقولك السفارة بتشتري عضو الجروب: مافيش الكلام دة ياباشا أنا: امال الجهة دي اية ؟ عضو الجروب: كل دكتور وليه جهه بيخلص لحسابها أنا: تمام، والجهات دي اشخاص يعني عضو الجروب: لا الجهات ديه مكاتب في دول معينه أنا: اه كنت فاكر بيقول كده انه تبع سفارة يعني عضو الجروب: لا كل دكتور يقولك تبع جهه المانيه أو سويسريه أو أي كان أنا: تمام عضو الجروب: هو موجود فين التمثال أنا: نزلة السمان عضو الجروب: تمام هنخلص فيه. هكذا نكون أمام طريقة جديدة للنصب لبيع الآثار بعدما كانت ترسل رسائل على الهواتف مثل" أبوك لقى آثار شوف لنا حد يبعها" بجانب حالات النصب التي يتعرض لها كثير من الضحايا مثل دفع أموال كشرط جزائي أو حين يطلبوا منهم الحضور بالأموال لشراء المقبرة، أو قطع الآثار فيقوموا مجموعة من الرجال بتثبيتهم واخذ الأموال مقابل تحريرهم، فأصبح مجال تجارة الآثار مجرد حيلة او وقوع في كمين حتى يتم سرقة الأموال أو الآثار إن وجدت بالفعل، فأصبحت هذه الصفحات والمواقع مجرد وسيلة للمحتالين والنصابين والباحثين عن الثراء السريع لسلب أموال الناس بالباطل. هنا تنتهي سطور التحقيق ومازالت تتكاثر أعداد الصفحات والنصابين لبيع الآثار أن كانت حقيقة بالفعل أو مزيفة بجانب تكاثر عدد ضحايا النصب، فمتى تنهي وأين القانون الذي يحمي من هذا ويحمي آثار البلد؟