مأساة حقيقية عاشتها هذه الأسرة التي ابتليت بإدمان ابنها للمخدرات ، وعندما سعت الأسرة لعلاجه في مصحة متخصصة لعلاج الإدمان ، ولم تنته المأساة عند هذا الحد بل تضاعفت آلام الأسرة بوفاة ابنها الشاب بشكل غامض أثناء تلقيه العلاج. المفاجأة الكبري عندما اكتشف الأب أن هذه المصحة غير مرخصة وأن صاحبها ليس طبيبًا ويعمل مندوب مبيعات. تفاصيل المهزلة في السطور التالية جلس والد "محمد" يفكر مع زوجته كيف يتعاملان مع مأزق إدمان ابنهما للمخدرات، وكان نهاية الحديث عرض الأم الموضوع على إحدى جاراتها التي رشحت لها مصحة لعلاج الإدمان بمنطقة البدرشين ، ودون تفكير وافق الأب ولم يبق سوى ترتيب المهام لإتمام عملية العلاج دون أن يعلم أحد خاصة أن أسرة محمد تعتبر هذا الأمر فضيحة كبيرة. نجحت الأسرة في الوصول إلى رقم هاتف محمول صاحب المصحة ويدعى " أ . ع " واتصلوا به وأخبرهم أن تكلفة الكورس الواحد في ال10 أيام 3 آلاف جنيه ودون تردد وافق الأب وطلب منهم عنوان المصحة للذهاب بنجله ، ورفض صاحبها إعطاءه العنوان وقال للاب سوف أرسل لك طبيبًا من المصحة و3 بودي جاردات لاصطحاب محمد . وافق الأب و أحضر المبلغ ولم يلتفت إلى رفض صاحب المصحة الإفشاء عن عنوانها ، كان هدفه علاج ابنه دون النظر لأي تفاصيل أخرى. في الميعاد المحدد حضرت سيارة ملاكي بداخلها طبيب و3 بودي جاردات وحصلوا على مبلغ 1200 جنيه تحت الحساب. يستكمل الأب حديثه لأخبار الحوادث قائلا: قبل أن يذهب "محمد" معهم قبل رأس أمه وأشقائه ثم طلب منا جميعًا أن نسامحه عما ارتكبه مرددًا " بكره أخف وابقى كويس وأرجع علشان نفسي اتجوز" . ذهب "محمد" معهم وبعد 3 أيام تلقيت اتصالا تليفونيًا من صاحب المصحة يطلب باقي حسابه ، طلبت منه عنوان المصحة وبعد إلحاح وافق وفي صباح اليوم الثالث ذهبت إليه انا ووالدته التي أحضرت أشهى المأكولات التي يحبها محمد وبعد وصولنا البدرشين حيث مكان المصحة وجدنا فيلا كبيرة ليس مدون عليها أي يافطة تدل على أنها مصحة وكل هذا لم يهمني سوى علاج محمد على خير. تضيف الأم: داخل المصحة قابلنا صاحبها وأخذ مبلغًا من المال وقال انتهت المقابلة ، جن جنوني وطلبت منه مشاهدة "محمد" لكنه رفض بشدة وقال إنه يخضع لعدة جلسات ومن الصعب رؤيته في هذا التوقيت . اصريت على رؤيته ودخلت في مشادة مع صاحب المصحة وكانت نهاية الحديث أنه قام بتصويره بالموبايل وأحضر لي الصورة ، هذا الأمر لم يرضيني وهددت بأخذه من المصحة في حالة عدم رؤيته . بدأ صاحب المصحة يستجيب للطلب وأحضر لنا "محمد" بواسطة اثنين من الحراس ، ومن النظرة الأولى وكأن محمد ليس ابني ، فوجئت بشاب غير قادر على النطق والحركة والمشي ، أصبت بحالة عصبية من المشهد وتركته وذهبت لصاحب المصحة الذي حاول تهدئتي واخبرني انه يخضع لعلاج مكثف وجلسات كهرباء . وقتها طلبت من زوجي خروج "محمد" من هذه المصحة لكنه رفض وطلب مني استمراره لنهاية كورس العلاج . قلب الأم يعتصر قلب الأم ثم تبكي بشكل هستيري : في اليوم السابع لوجود محمد داخل المصحة استيقظت من نومي على كابوس أن يحدث لمحمد مكروه لكني حاولت الخروج من هذه الأزمة بالصلاة والدعاء له . في صباح اليوم العاشر تلقيت اتصالا تليفونيًا من صاحب المصحة يخبرني أن محمد حدثت له مضاعفات وتم نقله إلى مستشفى الهرم ، أنهيت المكالمة وخرجت مثل المجنونة من شقتي دون أن ارتدي حذائي إلى المستشفى. وصلت هناك وأنا في حالة صعبة لكني لم اجد اسمه في الكشوف، اتصلت بصاحب المصحة الذي طلب مني الحضور اليه بالبدرشين، ودون تفكير ذهبت اليه لأجد محمد نائمًا على سرير والدماء تغطي وجهه ، طلبت معرفة ما حدث له لكنه اخبرني أنه سقط على الأرض اثناء جلسة كهرباء ، لم اقتنع بهذا الكلام لان كل هدفي هو إنقاذه ، قام اثنان من المصحة بنقله داخل سيارة ملاكي أحضراها وطلبا مني الذهاب به الى أقرب مستشفى. اثناء سير السيارة على طريق البدرشين شاهدت مستشفى خاص، فطلبت من السائق التوقف ، وداخل المستشفى طلبت أحد الاطباء من قسم الاستقبال الحضور للسيارة للكشف على "محمد". فاجعة وقعت الفاجعة عندما أخبرني أحد الأطباء أن ابني ميت منذ اكثر من 5 ساعات ، لم استوعب الصدمة ولم أجد امامي سوى الذهاب بجثة "ابني حبيبي" إلى منزلي بمنطقة فيصل ثم فجأة سقطت فاقدة للوعي من هول الصدمة. يضيف الأب: للاسف كان هاتفي مغلقًا ولم اعرف الواقعة إلا بعد عودتي للمنزل بعد صلاة العشاء لأجد زوجتي ترتدي ملابس الحداد وتخبرني ان "محمد" مات. حاولت التماسك وسط جميع اهالي المنطقة الذين كانوا متواجدين، وأول شيء فعلته ذهبت إلى شقة محمد بالدور الثاني الذي كان متواجدا جثمانه بداخلها وهذا بناءً على طلب من زوجتي بدخوله شقته لانها كانت تحلم بتوصيله إلى شقته وهو عريس. جثمان حائر مأساة حقيقية عاشتها هذه الأسرة مع جثمان ابنها بسبب ضباط قسم شرطة البدرشين وبولاق الدكرور. يستكمل الأب حديثه قائلا: بعد صدمة وفاة محمد حاولت تمالك اعصابي وذهبت إلى قسم شرطة بولاق الدكرور لتحرير محضر بالواقعة وكانت المفاجأة انهم رفضوا بحجة أن الواقعة حدثت في البدرشين ولابد من تحرير المحضر هناك . ذهبت الساعة 3 فجرًا لمركز شرطة البدرشين وهناك اخبروني أن مكان الجثة الآن بدائرة قسم شرطة بولاق الدكرور ورفضوا ايضًا تحرير محضر بالواقعة وكل هذا وجثمان ابني بمنزلي وبدأت ملامحه تتغير لان الوفاة مر عليها ما يقرب من ال17 ساعة. يقول الأب: يومان ولم اتمكن من تحرير محضر استطيع من خلاله الحصول على تصريح دفن وكانت النهاية انني حصلت على موافقة من مأمور قسم شرطة بولاق الدكرور العقيد محمد غالي بإيداع جثمان محمد في ثلاجة مستشفى بولاق العام للحفاظ على ما تبقي منها من ملامح . في اليوم الرابع للجثة نجحت في الحصول على تقرير صادر من مفتش صحة بولاق الدكرور مكتوب فيه أن المتوفي مصاب بجروح بالفم وكسر بقاع الجمجمة. وبعد التقرير قمت بتحرير محضر برقم 319 لسنة 2018 في قسم بولاق بمكتب المقدم محمد الجوهري رئيس المباحث الذي قام بإخطار النيابة التي أمرت بنقل الجثة لمشرحة زينهم تمهيدًا لتشريحها لبيان سبب الوفاة . بعد تشريح الجثة قمنا بدفنها بمقابر العائلة بكفر الشيخ ومازالت المباحث تبحث عن المتهم صاحب المصحة الهارب. ينتهي الأب حديثه معنا قائلا: ماذا فعل "محمد" لكي يكون جزاؤه القتل بهذه الطريقة البشعة؟ على الطرف الآخر تبين من التحريات المبدئية التي قام بها رئيس مباحث قسم بولاق الدكرور أن المصحة وهمية ولا يوجد أي وجود قانوني لها والمبنى مجرد فيلا مستأجرة والمتهم الهارب صاحب المصحة ليس طبيبًا وانما مندوب مبيعات ومازالت مباحث الجيزة تكثف جهودها لضبطه .