هل يعقل أن يفتح أي شخص عينيه في يوم من الأيام ويفاجأ بشريك حياته وقد ترك دينه الذى كان عليه عندما جمع الزواج بينهما ولم يعد يؤمن بأي دين سماوي بل بات يكفر بكل المبادئ والقيم الدينية وكل الطقوس المرتبطة بالدين. "الإلحاد" كارثة حقيقية أصبحت تتفشى فى المجتمع المصرى، مثل الوباء الذي يحتاج إلى علاج من جذوره، صحيح أنه لم ترق لمرحلة الظاهرة ومازالت مجرد حالات فردية لكنه موجود لدرجة أنه بات يهدد أسر بأكملها وجعل بعضها يلجأ إلى محاكم الأسرة وأصبح سببًا من أجله تقام دعاوى طلاق للضرر والخلع! وبعد أن كانت قضايا الإلحاد من الموضوعات التى يتم تناولها فى هدوء بعيدًا عن الأضواء نظرًا لما له من خطورة على المجتمع كله ، وحتى لا يأخذ حيزًا أكبر من حجمه، لكن أصبح تناوله الآن يتم فى العلن دون خوف من التحدث عنه ، وكأنه إعلان عن أن الإلحاد لم يعد يقتصر على الحرية الشخصية فى اعتناق المعتقدات الدينية ، لكنه يمتد ليكون سببًا فى انهيار أسر بأكملها! ومع بداية العام الحالى انفجرت قنبلة مدوية بالإفصاح عن إحصائية صدرت عن سجلات محاكم الأسرة أشارت إلى أنه تم تسجيل 6500 دعوى قضائية رفعتها الزوجات للمطالبة بالطلاق للضرر أو الخلع بسبب إلحاد الأزواج ، والكارثة أن الإحصائية شهدت ارتفاعًا بنسبة 30% مع نهاية عام 2016، مما يعني أن العدد في تزايد مستمر، وهذا الرقم ما تم الإعلان عنه بشكل رسمى حتى الآن! طلاق للضرر أمام محكمة أسرة مصر الجديدة كانت تقف "ع.م" 30سنه تطلب بدموع عينيها إقامة دعوى طلاق للضرر ضد زوجها وتقول إنها تزوجته بعد قصة حب قصيرة لانهما كانا زملاء فى العمل وشعرت بأنها وجدت فيه كل مواصفات فتى أحلامها، هادئ الطباع محترم له طموح وأحلام يريد تحقيقها، تزوجته وأنجبت منه طفلين وكانا يعيشان حياة هادئة مستقرة وكل ما كان يعكر صفو حياتها فى آخر فترة أن زوجها كان دائم الجلوس أمام شاشة الموبايل او اللاب توب الخاص به، وبدأ كل فترة يتغير فى عاداته تارة ترك الصلاة وعندما تسأله يخبرها بأنه يصلى خارج البيت ،وتارة اخرى يتحدث إليها بكلام غريب عن كون الله موجود أم لا؟! وهل ما يفعلوه من طقوس دينية لها أساس من عدمه؟! كما كان يحاول أن يتناقش معها عن بداية الكون والاشياء ويحاول إقناعها بانه لا يؤمن بوجود إله! وتقول الزوجة بدموع عينيها لم أكن أصدق بينى وبين نفسى ما يتحدث عنه زوجى، وأقول إنها حاله نفسيه أصابته وأحاول جاهدة أن أجعله يعود للصلاة والصوم مثلما كان يفعل،لكن بدأ للأسف يؤثر على تربية أولادى ولاحظت أنه يدفعهما لمشاهدة فيديوهات وأشياء على الانترنت تؤثر على تفكيرهما فيما بعد،وبدا يتحدثان بنفس طريقة والدهما وبأنهما لا يريدان منى قراءة القرآن ليلا قبل النوم مثلما عودتهما ، فشعرت بالخطر الشديد الذى يتعرض له ابنائى فطلبت الطلاق لكنه رفض،فلجأت لمحكمة الأسرة طالبة الطلاق وقد تحدد للدعوى رقم 3288لسنة 2017 جلسة لمحاولة الصلح بين الزوجين قبل إحالتها للمحكمة! أما "ريهام" 34سنه فهي تعمل موظفة فى إحدى الشركات الكبرى وتقدمت أمام محكمة اسرة امبابة بدعوى خلع ضد زوجها المهندس "م.أ" 38سنه قائلة إنها تزوجته زواج صالونات لكنه كان شابًا تحلم به أى فتاة وتم زواجهما بعد فترة قصيرة من الخطوبة،لانه انجذب لجمالها وأنوثتها الطاغية ، وبعد زواجهما فوجئت به يطلب منها خلع الحجاب وارتداء ملابس متحرره فى سفرهما ،لكنها رفضت وكانت تراه يصلي على فترات متباعدة ورغم ثقافته المرتفعة وحبه للقراءة حتى انه كان حافظًا للقرآن الكريم فى سن صغير له إلا انه لم يعد يقرأ فى كتاب الله وأصبح يقرأ كتب غريبة تحمل أفكارًا غريبة ، لم تفهمها فى البداية الزوجة البسيطة لكن مع مرور الوقت بدأت تتأكد من الشكوك خاصة بعد أن بدأ زوجها يحدثها عن الافكار المجنونة بعدم وجود الله ويسألها تساؤلات غريبة فقررت طلب الخلع بعد زواج عمره عامين فقط أثمر عنه طفل صغير! وفى هذا الموضوع قال الدكتور محمد الطيب خضرى العميد الأسبق لكلية الدراسات الاسلامية بجامعة الأزهر: لا يوجد فى الدين من أسباب الطلاق خروج أحد الزوجين عن الدين ،ولم يأت مذهبًا من المذاهب الأربعة وقال أحد من الآئمة ان تغيير الدين يؤدى إلى الطلاق ، والدليل حروب الرده فكم من الصحابة ارتد عن رسول الله قبائل وقرى بأكملها وصل عددهم إلى عشرات الآلاف بعد وفاة رسول الله ومنهم من ادعى انه نبى ، لم نسمع أنهم فرقوا بينهم وبين زوجاتهم ولم يعتبروا زوجاتهم مطلقات! أمرنا الدين الاسلامى ألا تتزوج المسلمة بغير مسلم ، أما إذا تزوجت المرأة المسلمة من مسلم ثم ترك الدين واعتنق أى ديانة اخرى فليس لنا أن نأمرها بأن تطلب الطلاق من زوجها إذا كانت راضية بالحياة معه على هذا النحو ،لعل وعسى أن يعود لرشده ويعود للدين مرة أخرى ،أما إذا وجدته يعود على نفسها ضرر وأنه يؤدى أعمال وطقوس الدين الآخر الذى أعلن دخوله فيه،فعليها أن تلجأ للقضاء للفصل بينهما فورًا لكن ان ارتضت أن تعيش معه على هذه الحالة فهذا يعود لها! واختتم الدكتور محمد الطيب خضرى كلامه قائلا: من حق الزوجة أن تقيم قضية طلاق للضرر ضد زوجها حتى إذا لم يكن هناك ضرر واقع عليها بالفعل ،وما بالنا إذا وقع عليها ضرر بالفعل، لكن ليس لنا أن نأمرها بذلك فربما تأتى هدايته ويعود للإسلام على يديها بصبرها عليه ودعائها له! ويقول معتز محمد الدكر محامى الأحوال الشخصية المعروف: من الصعب جدا إثبات إلحاد احد الأزواج لانه أمر بين الانسان وربه ، لكن إذا تحول المسلم من دينه لغيره فمن حق الزوجة أن تقيم ضده دعوى طلاق للضرر لانه نوع من أنواع الضرر ،وأيضا لها حق طلب الخلع لانها تطبق عليها الشريعة الاسلامية، ولابد من شهادة الشهود حتى يتم إثبات ذلك ،وإذا تم الإثبات يقع الطلاق وتحصل الزوجة على كل حقوقها المترتبة على الطلاق ، أما إذا كانت الزوجة وطلقها زوجها لخروجها عن الدين الاسلامى فتسقط كل حقوقها وإذا كان الأبناء معها فليس لها حضانة ، ولكن ايضًا بشهادة الشهود! كما إن للزوجة المتضررة أن ترفع دعوى تعويض ضد زوجها بسبب الضرر النفسى الواقع عليها ولانه ضرر قوى جدا يؤدى لكوارث نفسية وعصبية للزوجة ، ولكن بعد أن تأتى بالشهود الذين يشهدون بثبوت الواقعة بتغيير الزوج دينه!