نتابع أخبار جرائم الغش والاهمال والنصب دون أن نعرف اسماء أو عناوين المتهمين أو الشركات التي أوقعت كثيرين في حبائلها من خلال عروض وهمية، أو المستشفيات والاطباء الذين يمارسون مهنة الطب ويقعون في أخطاء نتيجة الإهمال أو يخدعون مرضاهم فيسرقون أعضاءهم أثناء اجراء العمليات الجراحية وهم واقعون تحت تأثير التخدير! مريض ظل يتردد علي الاطباء حاملا لهم تقارير التحاليل من اكبر معمل في مصر - حسبما ذكر الخبر - فتعامل معه الاطباء وفقا لما جاء في تقرير المعمل، وتقرر أن يستأصل جزءا هاما من جسده في أسرع وقت ممكن والا تعرض للوفاة. ولم يكن أمامه إلا الموافقة الفورية علي اجراء العملية الجراحية لكن القدر كان له رأي آخر، فالمريض مقتدر ماليا ويستطيع أن يسافر إلي أي بلد أوربي لاجراء الجراحة العاجلة هناك، فالحالة لم تعد تتطلب الانتظار لانها تحولت إلي اختيار بين الحياة والموت، فقرر السفر إلي احدي العواصم الأوروبية المشهود لها بخبرة أحد جراحيها في هذا التخصص. ويصل المريض إلي المستشفي وهو في حالة من التقبل لاجراء العملية التي ستنقذ حياته، لكن الطبيب أمهله بعض الوقت حتي يتأكد من المعلومات التي وردت في تقرير معمل القاهرة وكانت المفاجأة الكبري ان المريض ليس في حاجة إلي أي نوع من العمليات الجراحية، وأن سوف تشفي تماما بتناول عدد محدود من الأدوية لفترة قصيرة، وتنتهي آلام المريض ويعود إلي وطنه! المريض يعود إلي القاهرة وقد تعافي تماما ولم يتردد في رفع قضية علي المعمل ويصدر الحكم بتعويض مالي كبير وينشر في جميع الصحف وتحت عناوين كبيرة، لكن اسم المعمل الشهير ظل سرا ولم ينشر ولو بالاحرف الأولي! يبقي السؤال الذي يحتاج إلي اجابة حاسمة، لماذا لايتم نشر اسماء وعناوين المؤسسات والشركات والمستشفيات والاطباء وغيرهم من الذين يتسببون في إيذاء البشر والاضرار بصحتهم، أو القيام باعمال نصب وتزييف وخداع حتي لايقع آخرون في نفس الحفرة فيخسرون صحتهم ومالهم ووقتهم! لابد أن يكون هناك تشريع يتيح نشر أسماء كل من يتسبب في أي حذر أو خداع للمواطنين، وحتي لانقع في المحظور وتنشر اسماء قد تكون بريئة فإنه يجب الانتظار حتي يعطي القضاء كلمته الأخيرة بالادانة أو البراءة! في حالة إتاحة المعلومات الصحيحة لوسائل الاعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة كي تعلن اسماء المؤسسات والشخصيات بعد تجريمها سينكشف كل المستور وفي النهاية لايصح الا الصحيح! ahmad [email protected]